تصاعدت أزمة جريدة "آفاق عربية" بشدة في الساعات الأخيرة أثر وصول المفاوضات بين محمود عطية رئيس التحرير ورئيس مجلس الإدارة وجماعة الإخوان المسلمين إلى طريق مسدود ، بعد تحفظ الجماعة على الشروط التي طرحها عطية لحل الأزمة ، والمتمثلة في إبعاد عبد الحكيم الشامي القائم بأعمال مدير التحرير وإلغاء منصبه وإطلاق يد عطية في الشئون المالية والإدارية ناهيك عن سيطرته الكاملة على السياسة التحريرية. وقد تسبب هذا الفشل في تزايد حالة من القلق وسط صحفي الجريدة رغم تزايد احتمالات انتقالهم إلى العمل بجريدة الأسرة العربية التي يصدرها حزب الأحرار ويرأس تحريرها القيادي الإخواني بدر محمد بدر ، مدير تحرير آفاق عربية السابق ، والذي أدت خلافاته المتكررة مع عطية لتركه الجريدة. ولم تستبعد مصادر مطلعة إمكانية خوض عطية والإخوان لجولة مفاوضات أخرى للبحث عن حل وسط ينهي أزمة الجريدة خصوصا أن هناك مخاوف لدى الجريدة من حدوث تدخل أمني يمنع صدور جريدة الأسرة العربية أو أن تنجح ضغوط بعينها في إجبار ياسر رمضان على إبعاد إخوان من الأسرة العربية في مقابل وعود حكومية بتصعيده رئيسا لحزب الأحرار في المستقبل. ورجحت المصادر أن يكون لجوء عطية والإخوان إلى تبني مواقف متشددة وتأكيد المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف بأن أمام الجماعة بدائل عديدة في حالة تعثر المفاوضات لإعادة إصدار آفاق عربية هدفه جني مكاسب أكيدة من الأزمة ولتحسين موقف الطرفين التفاوضي خصوصا أن أحمد عز الدين مسئول الصحافة بالجماعة طلب مهلة يومين قبل الرد على مطالب عطية كما أن هناك تسريبات خرجت من الجماعة تشير إلى أن هناك حلا وسطا سيطرح لحل الأزمة مع عطية. من جانبه ، أكد الدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن مشكلة الصحيفة في طريقها للحل قريبا من خلال الاتفاق على وضع قواعد وأسس تحكم العمل الصحفي داخل الصحيفة وتحدد مسئولية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير مقللا من أهمية توارد أنباء عن توجه الجماعة لاستخدام صحيفة "الأسرة العربية " التي تصدر عن الأحرار أيضا كمنبر إعلامي بديلا عن آفاق عربية. وقال حبيب إنه في حالة فشل المفاوضات حول "آفاق عربية" فإن المواقع الإليكترونية تلعب دورا إعلاميا كبيرا فضلا عن أن الإخوان المسلمون يمتلكون قوى بشرية تمثل قوى إعلامية ضخمة لو تم استثمارها وتوظيفها فإن ذلك يغني عن عشرات الصحف الورقية.