وجه النظام ضربة موجعة لجماعة الإخوان المسلمين ، بحرمانها من المنبر الإعلامي الوحيد المعبر عن الجماعة ، حيث أصدر المجلس الأعلى للصحافة قرارا بوقف إصدار صحيفة " آفاق عربية " بعد تلقيه خطابا من مؤسسة الأهرام بوجود تنازع على إدارة الصحيفة بين رئيس مجلس الإدارة حلمي سالم ورئيس التحرير محمود عطية ، وذلك في ضوء قرار لجنة الأحزاب بعدم الاعتداد بحلمي سالم رئيسا لحزب الأحرار ، صاحب ترخيص الصحيفة ، مما جعل استمرار سالم في إدارة الجريدة غير قانوني. ويأتي قرار وقف إصدار الصحيفة في إطار الضربات الأمنية المتتالية ضد الجماعة ، والتي شملت اعتقال 17 من كوادر الجماعة ، بينهم عضوا بمكتب الإرشاد ، أعلى هيئة قيادية للإخوان . وبدأت أزمة الصحيفة ، إثر قيام تيمور عبد الحسيب مدير عام المطابع بمؤسسة الأهرام المجلس الأعلى للصحافة بتلقيه إنذارا على يد محضر من محمود عطية رئيس التحرير يطالب فيه بوقف طبع الجريدة وإلا اعتبره خصما ، في إطار مساعي عطية لاسترداد الجريدة وإعادة تطبيع الأوضاع داخلها واعتبار حلمي سالم غير ذي صفة. وقد استجاب المجلس الأعلى للصحافة لخطاب عبد الحسيب وأصدر قرارا بوقف طبع العدد الأخير من الجريدة الذي كان مقررا دخوله المطبعة مساء الثلاثاء. وكشفت مصادر مقربة من الصحيفة أن لجوء عطية لتوجيه إنذار إلى مؤسسة الأهرام جاء بعد تلقيه أنباء بوجود اتفاق بين حلمي سالم والإخوان على تعيين عبد الحكيم الشامي رئيسا للتحرير التنفيذي وهو ما أعتبره عطية مقدمة للتخلص منه. وفي سياق متصل ، نظم أكثر من 70 صحفيا من العاملين بالصحيفة اعتصاما مفتوحا أمام مقر نقابة الصحفيين اعتراضا على قرار المجلس الأعلى للصحافة بعدم وقف طبع الجريدة وإلغاء ترخيصها مرددين شعارات معادية للنظام وموقفه المضاد من حرية الرأي ورغبته في إبعاد أي أصوات معارضة. من جانبه ، حمل محمود عطية رئيس تحرير الجريدة جماعة الإخوان المسلمين مسئولين ما آل إليه الوضع داخل الجريدة نتيجة إصرارهم على فرض استمرار حلمي سالم رئيسا لمجلس الإدارة رغم عدم قانونية وجود سالم الذي لم يعد ذا صفة بعد قرار لجنة الأحزاب بعدم الاعتداد به. ووجه عطية انتقادات شديدة إلى سالم مؤكدا أنه سعى إلى الاستمرار في منصبه كأمر واقع في الجريدة بدعم من الإخوان لتنفذ سيناريوهات متفق عليها بين الطرفين تحقق للأول مصالح مالية بحتة بدون أن يتحمل أي مسئولية مشيرا إلى أن سالم لم يكن يقوم بواجبه كرئيس مجلس إدارة أو يوقع على أي أوراق مالية ليضمن عدم مساءلته عن المكاسب الباهظة التي حققها من وراء وجوده وإنما كان يكتفي بالذهاب كل شهر ليحصل على مرتبه دون القيام بأي عمل. ونفى عطية أن يكون قد صدر قرار من المجلس الأعلى للصحافة بإلغاء ترخيص للجريدة ، لافتا إلى أن إطلاق هذه الشائعات جاء لتهييج الصحفيين وإثارة الرأي العام من جانب بعض المستفيدين من استمرار الأوضاع الحالية. وتعجب عطية من استمرار وضع اسم حلمي سالم على ترويسة جريدة آفاق عربية رغم أن أسمه قد رفع من جريدة الأحرار ، متسائلا كيف يرفع الاسم من على الأصل ويستمر على الفرع ، على حد قوله.