دخلت أزمة جريدة "آفاق عربية " منعطفا ساخنا في اليومين الماضيين أثر فشل أحدث جولات التفاوض بين رئيس مجلس إدارة الجريدة محمود عطية والإخوان المسلمين لعودة إصدار الجريدة مما يهدد بتوقفها للعدد الثالث على التوالي وعدم نزولها إلى الأسواق. وكشفت مصادر أن عطية تحفظ بشدة على مطالب جماعة الإخوان المسلمين الخاصة بتعيين نائب رئيس مجلس إدارة للجريدة من طرفها يكون مسئولا عن الشئون التحريرية والإدارة المالية للجريدة مع احتفاظ عبد الحكيم الشامي بمنصب مدير التحرير ، مقابل تعهد الجماعة بتسوية المشاكل المالية والمستحقات الخاصة بعطية طوال الفترة التي شغل فيها حلمي سالم منصب رئيس مجلس الإدارة. واستبعدت المصادر الوصول إلى حل قريب للأزمة في ظل تشدد الطرفين ورغبتهما في ممارسة أقصى قدر من الضغوط لانتزاع تنازلات من الطرف الآخر فقد زعم الإخوان المسلمون أنهم ليسوا بحاجة للجريدة التي تكلفهم عشرات الآلاف من الجنيهات شهريا كمرتبات للصحفيين والإداريين وللطباعة وأنهم تلقوا خلال الأيام الماضية عدة عروض من صحف حزبية ومستقلة لتكرار نفس السيناريو الذي كان معمولا به في آفاق عربية. في المقابل ، واجه محمود عطية هذا التشدد من جانب الإخوان المسلمين باللجوء إلى منتصر الزيات لدعم محاولاته لإصدار الجريدة بصورة منفردة وهي خطوة عدها المراقبون نوعا من تصفية الحسابات بين عطية والإخوان بالإتيان بغريمهم الزيات إلى جريدة آفاق عربية. غير أن مصادر اعتبرت هذه الخطوة حلقة من مسلسل طحن العظام بين عطية والإخوان المسلمين لإجبارهم على الانصياع لشروطه والعودة إلى الجريدة بالأسلوب الذي يرغب فيه عطية وهو ما يشير إلى دخول الأزمة نفقا مظلما. وفي سياق متصل ، أوضح صحفيو "آفاق عربية" الذين يواصلون اعتصامهم بمقر النقابة أن همهم الأول هو عودة الجريدة عبر معايير مهنية تحافظ على حقوقهم وتضمن عدم تكرار هذه الأزمة مرة أخرى ، مشيرين إلى أنهم لا يرفضون وجود أي طرف يمول الجريدة ما دام يحافظ على حقوقهم ويضمن طباعة الجريدة بشكل منتظم. من جانبه ، أكد محمود عطية رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الجريدة أن مفاوضاته مع الإخوان المسلمين لم تحقق أي نجاح بسبب وضع الإخوان شروطا متشددة لحل الأزمة ومحاولة فرض شخصيات بعينها لقيادة الجريدة وهو ما رفضه شكلا وموضوعا. وقلل عطية من أهمية التقارير التي تشير إلى قرب اتفاقه مع منتصر الزيات لتمويل الجريدة مشيرا إلى أن لقاءه مع الزيات لم يزيد عن كونه لقاء تشاوري مع صديق قديم. وشدد عطية على أنه يستعد حاليا لتمويل إصدار الجريدة بشكل ذاتي بعيدا عن وصاية أي جهة.