لم يعد التزام حماس بهدنة التهدئة بينها وبين إسرائيل من مصلحتها من وجوه كثيرة، فخلافاً بدأ يظهر في الأفق بين حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المقاومة، وظهر جلياً في رفض (سرايا القدس) الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، للتهدئة وإصرارها على الاستمرار في القيام بعمليات جهادية ضد القوات الإسرائيلية، واتهامها حماس بعدم احترام المجاهدين. وقالت (سرايا القدس) إن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في غزة أفرجت في وقت متأخر مساء الأحد عن مجموعة مشتركة من مقاتليها ومقاتلي حركة فتح كانت تنوي تنفيذ عملية جهادية نوعية ضد القوات الإسرائيلية بعد اعتقال دام أكثر من أربع ساعات. وذكرت سرايا القدس في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، إن قوة من جهاز (الأمن الداخلي) التابع للحكومة المقالة أقدمت على اعتقال مجموعة من مقاتلي سرايا القدس ومقاتلي وحدات الاستشهادي نبيل مسعود (التابعة لكتائب الأقصى الذراع المسلح لحركة فتح) أثناء استعدادهم لتنفيذ مهمة جهادية نوعية ضد القوات الخاصة الإسرائيلية التي اعتادت التوغل لمئات الأمتار داخل أراضي قطاع غزة. وقالت السرايا إنه جرى احتجاز المجموعة لمدة تزيد عن أربع ساعات في أحد المقار الأمنية، لافتة إلى أن التعامل مع المجاهدين لم يكن بالمستوى المطلوب ولم يتم احترامهم بالشكل اللائق، وكأن المجاهد أصبح سجين جنائي، يتم الزج به في السجون من دون رقيب أو حسيب. وأضافت إن أمن الحكومة المقالة طلب من المجاهدين التوقيع على تعهد بعدم القيام بأي عمل جهادي ضد العدو الصهيوني بذريعة وجود تهدئة غير معلنة وانه يجب احترامها. وشددت السرايا على أنه لا توجد تهدئة على الإطلاق بين المقاومة والعدو الذي يستبيح أراضي غزة صباح مساء ويستهدف كل مكونات الحياة فيها. ويأتي هذا الحادث كمؤشر على ارتفاع درجة توتر العلاقة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي في ضوء إصرار كل طرف على مسؤوليته عن اشتباكات أدت لمقتل ضابط وجندي إسرائيلي خلال اشتباكات جنوب قطاع غزة أواخر الشهر الماضي.