قالت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، إن المصريين الغاضبين من الوضع المضطرب لبلادهم لم يعد عليهم التوجه لميدان التحرير بعدما أصبح بإمكانهم تبني شكلاً مختلفًا من المعارضة: توقيع العرائض، مضيفة أن "حملة "تمرد" التي أصبحت تلقى رواجًا كبيرًا في مصر منحت صوتًا لأولئك الذين لا يذهبون لميدان التحرير".. وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الوثيقة التي تهدف لإظهار المعارضة لنظام الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة لا تملك أي سند قانوني ولا تقدم قادة بدائل، إلا أنها تشكل المزيد من التحديات للدولة كونها تنذر بدفع البلاد نحو المزيد من الاضطرابات. ونقلت الصحيفة عن طارق رضوان، مدير الأبحاث بمركز رفيق الحريري بالمجلس الأطلنطي في واشنطن، قوله إن الحملة "هي على الأرجح أكبر جهد شعبي نشهده منذ اندلاع ثورة 25 يناير". وأضاف: "هذا في حد ذاته أمر مهم، ويقدم مقياسًا كميًا لهؤلاء المواطنين المعارضين لحكومة مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين معاكس للخطاب الحكومي". ولفتت الصحيفة إلى أن منظمي حملة "تمرد" يهدفون لجمع 15 مليون توقيع بنهاية شهر يونيه، ليتخطوا بذلك عدد الأصوات التي حصل عليها مرسي في الانتخابات الرئاسية العام الماضي والتي يبلغ عددها 13.2 مليون صوت. وأشارت إلى أن التوقيعات يتم جمعها في الشوارع وأماكن العمل والأماكن العامة، والعديد من الأماكن الأخرى، كما أطلقت الحملة موقعًا لها على الإنترنت متاحًا باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية لتمكن المواطنين من المشاركة عبر الإنترنت. ورأى جيمس صنداي، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الحملة شبيهة لتلك الحملات التي تحدث في الديموقراطيات الليبرالية لجمع التبرعات للحملات الانتخابية أو التوقيع على وثائق كنوع من التعهد بالمشاركة في بطريقة معينة. وأوضح أن ما تسعى إليه حملة تمرد هو "الحصول على ضمانات، أو أرقام والتزامات من الأشخاص الذين يوافقون على المشاركة في حركة واسعة النطاق". وتابعت الصحيفة قائلة: "على الرغم من انتشار المظاهرات الصغيرة بشكل شبه يومي في مختلف أرجاء البلاد، إلا أن تحديد موعد التظاهر قبل أسابيع من اندلاعها يظهر أن القائمين على حملة تمرد يعملون بتخطيط". وقال "بإمكاننا أن نلحظ أن هناك الكثير من التفكير المسبق في كيفية حشد الأعداد الضخمة التي يدعون لها في الواقع". واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى تقرير صادر عن مركز "بصيرة" لبحوث الرأي العام والذي أظهر تراجع أعداد المصريين المؤيدين للرئيس مرسي إلى 46% بعد عشرة أشهر من توليه الحكم، مقارنة ب 78% خلال المائة يوم الأولى من حكمه.