استضافت الإعلامية ريم ماجد مساء أمس حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى والدكتور أحمد السيد النجار الخبير الاقتصادى والباحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، والدكتور ذكريا الحداد أستاذ الهندسة الزراعية فى حوار حول نتائج المؤتمر الاقتصادى الأول للتيار الشعبى، والحلول التى قدمها متخصصون للأزمة الاقتصادية الراهنة. أكد حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، أنه يحاول تقديم برنامج اقتصادى بديل يمكن تطبيقه، بالرغم من عدم وجود برنامج أساسى معروف للسلطة الحالية إلا أنه بديل للعشوائية واختفاء الكفاءة الاقتصادية - ويهدف إلى تحسين الحالة الاقتصادية للمواطن المصرى، ووضع الخطط السليمة؛ لتحسين ظروف المعيشة، وتوفير عدالة اجتماعية. وأضاف صباحى في حوار له مع الإعلامية ريم ماجد أمس الاثنين على قناة أون تي في، أن التيار الشعبى يسعى لتحقيق الحقوق الاقتصادية والحفاظ على كرامة المواطنين، موضحًا أن ما ينقصنا الإرادة السياسية لتحسين أحوالنا الاقتصادية، مضيفا أن الشعب يريد سلطة تعبر عنه وتكون خادمة عنده وليس هو خادم لها. وأشار صباحى إلى أن مرسى يتخذ منذ وصوله إلى الحكم قرارات لإرضاء القوى العظمى وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، وذلك على حساب شعبه، الأمر الذي سيجعله يخسر حتماً، واعتبر صباحي أن الحكام في العالم نوعان، منهم من تكون قراراته لإرضاء شعبه، أو لإرضاء القوى العظمى في العالم، قائلاً: إنه لابد من توفر القوى السياسية التي تنحاز للشعب حتى تتحرر من سيطرة العالم الخارجي وتجعل قرار الحاكم لإرضاء الشعب، وأن الحاكم الذي يهتم بالولاء إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، سيخسر نظرة شعبه له، وثقة المواطنين في قراراته لأنه سيكون مواليا إلى هذه القوى. وشدد صباحي على أن مصر تملك جميع المؤهلات التي تجعلها دولة قوية اقتصادياً، بسبب موقعها الجغرافي وتاريخها العظيم، كما اقترح توفير آليات إنذار مبكرة يوافق عليها مختلف القوى السياسية لتتنبأ بمعرفة الأزمات والتدخل المسبق لمنعها. ونوه إلى أن الإرادة السياسية والمكون الوطنى مهم فى قرار النهوض بالاقتصاد، متذكرا المثل الشعبى القائل: "علشان يكون قرارى من راسى لازم يكون قمحى من فاسى". وأضاف "لدينا ما يكفينا لاستقلال الإرادة السياسية بعيدا عن التبعية للآخرين، بالرغم من أن الاستقلال محفوف بالمخاطر، وكل شخص حريص على استقلاله، وموقع مصر الجغرافى يحتم علينا أن تستقل تماما أو تخضع تماما.. ترفع رأسها أو تخفضها". وشدد مؤسس التيار الشعبى على أن "الميادين قادرة على تغيير النظام الحالي بصورة سلمية لا تحمل العنف ولا المولوتوف إذا لم يقم الرئيس بما عليه وتعديل سياساته". واستنكر حمدين صباحي -مؤسس التيار الشعبي- الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أثناء تشييع جنازة ضحايا الخصوص، وقال: "لا أتصور كيف يعتدي مواطن على جنازة"، مؤكدا أن مصر قلقة وحزينة بسبب مشاهد الاعتداءات الطائفية في أحداث الخصوص والكاتدرائية، مضيفا أن مصر حاليا أمام عدوان على المؤسسات الدينية المعبرة عن الوسطية، وأنه فرض عين على كل مصري الدفاع عن الأزهر والكنيسة. وناشد صباحي جموع المصريين للوقوف يد واحدة ضد محاولات الوقيعة بين المصريين، مشددا في الوقت ذاته على أهمية الحل السياسي في مثل تلك الأزمات التي يتعرض لها الوطن. وأثنى صباحى خلال استضافته فى برنامج "بلدنا بالمصرى" على مبادرة الرئيس محمد مرسى لتفعيل مجلس المواطنة ووصفها بمبادرة طيبة، قائلا: "أخشى أن يكون هناك انعدام الثقة بين الكثير من القوى السياسية والنظام الحالى". من جهته قال الدكتور أحمد السيد النجار فى المؤتمر الاقتصادى للتيار الشعبى: عرضنا حلول لكل الأزمات والقضايا الاقتصادية، مضيفا أن البرنامج الاقتصادي البديل موجه للأمة المصرية وليس رسالة للحكومة، كما أعلن تبنى اليسار إلى مشروع لعقد مؤتمر للبحث فى المشكلات المجتمعية التى نمر بها الآن ومن يعد ورقى عملها هو الأستاذ سمير مرقص. وأكد النجار أن هناك فشلا مروعا في الملف الاقتصادي للحكومة، وأن الرئيس وحكومته قبلوا بكل شروط النقد الدولي الاقتصادية، ويتضح هذا من إجراءات الحكومة الحالية والتى تهدف للحصول على قرض صندوق النقد الدولى برفع الدعم عن السلع الأساسية مع أن هناك بدائل منها على سبيل المثال إصلاح عجز الموازنة العامة وإصلاح منظومة الضرائب واتخاذ إجراءات سريعة لجذب الاستثمارات، كما يمكن للحكومة تسوية ديون البنوك بأسعار فائدة عادلة لتخفيض المديونيات المحلية. وطالب النجار بضرورة إيجاد سياسات مصرفية متحيزة للقطاع التعاوني وتسهيل إجراءات المشروعات الخاصة لتقوم بها جهة واحدة. وأضاف النجار -خلال استضافته ببرنامج بلدنا بالمصرى مع الإعلامية ريم ماجد- "نحن نواجه سياسة اقتصادية ضد الفقراء كما كان في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ ومنها رفع الأسعار والضرائب"، مؤكّدا: "هذا يعني أن الحكومة قَبِلت بكل شروط النقد الدولي الاقتصادية لتحصل عليه، وهو ما سيُعانيه المواطن البسيط". مؤكدا أن النظام الاقتصادى الأفضل هو نظام الاقتصاد المختلط القائم على عمل الدولة والقطاع الخاص يد بيد، مشيرا إلى دور القطاع العام الذى قام بدور أسطورى أثناء فترات حروب مصر. وتابع: إن هناك شبكة مصالح تحيط بالرئيس مرسى كما كانت فى عهد مبارك، واستطرد: أن ما يطرحه حزب الحرية والعدالة من منظومة اقتصادية هي في حقيقة الأمر إعادة لإنتاج نظام "مبارك"، مضيفا أن الفكرة التي يقوم عليها قانون الصكوك الإسلامية مدمرة للاقتصاد بهذا الشكل المطروح، لأنه يقوم على رهن الأصول العامة للدولة وهي كارثة بكل المقاييس، حيث يجب علينا مساءلة من الذي سيقبل على شراء الصكوك وما هويته وهل سيشتريها الإخوان أم غيرهم؟ مشددا على أهمية وضع قانون قوي لمنع الاحتكار وحماية المنافسة لحماية الأسعار. وعن الأحداث الطائفية الحالية، قال النجار: إنها تتزامن مع فشل مروع فى الملف الاقتصادى للحكومة، مشيرا إلى أن النظم الاستبدادية تغطى فشلها بالسماح للفتن الطائفية لتكون صراعا بين نسيج الوطن الواحد، وتساءل كيف لم يتم محاكمة وزير الداخلية والمتواطئين من جهاز الأمن فيما حدث أمام الكاتدرائية “لا بد من محاسبة وزير الداخلية وكل القيادات فى إلقاء قنابل الغاز داخل الكاتدرائية،"معلنا" محمد مرسى لم يعد رئيسا لى، بعد التعذيب والقتل فى الاتحادية، ولابد من محاسبته وجماعته كمحاسبة مبارك فى إراقة الدماء". أما الدكتور زكريا الحداد أستاذ الهندسة الزراعية فقد استعرض مشروعا متكاملا لنهضة زراعية شاملة، مضيفا "نؤدى واجبنا فى تقديم برامج جدية لتحقيق ما يستحقه المصريين؛ والمستهدف هو إعطاء رسالة أمل للشعب المصرى". وقال الحداد: "وضعنا برنامج لمضاعفة دخل الفلاح 3 أضعاف ما عليه الآن، ولدينا تقنية لمضاعفة إنتاج الجاموس من اللبن 5 أضعاف بدون هرمونات"، وأن تطبيق الميكنة الزراعية المتطورة يوفر على الميزانية مليار ونص جنيه سنويا، مشددا على أن تطبيق البحوث الزراعية يوفر المياه والعمالة وتكاليف الاستيراد، وأن هناك تطورا بحثيا فى الزراعة ولا يطبق على أرض الواقع لأن الإرادة السياسية فى تطوير الزراعة غير موجودة. وعن الثروة السمكية، أشار الخبير الزراعى أن الإنتاج السمكي الحالى ملوث بكميات كبيرة من الرصاص المسبب للسرطان، وأن مصر تنتج مليون طن سمك فقط رغم المساحة الشاسعة التى يمكنها مضاعفة الإنتاج، قائلا: "لدينا مشروع لإنشاء قرى سمكية تضم مئات المزارع وتنتج مئات أطنان الأسماك الغير ملوثة".