قوى ثورية ترفض التعاون معها عكفت جبهة الإنقاذ الوطني خلال الأيام الماضية على توحيد صفوف المعارضة للضغط بقوة على النظام الحالي، واقترح أعضاء بالجبهة الاستعانة بالبرلماني السابق عمرو حمزاوى وإمكان توسيع أعضاء الجبهة لتشمل القوى الثورية أيضًا والمحتجين في الميادين وهو ما قابله الثوار بالرفض، وأكدوا أن الجبهة منعزلة عن الشارع ولا تمثل الثورة في شىء. وأكد ياسر حسان عضو الهيئة العليا للوفد وعضو جبهة الإنقاذ أن الجبهة تسعى إلى إضفاء نوع من الفكر الثوري بداخلها من خلال ضم عدد كبير من القوى الثورية وسيتم ذلك من خلال تبنى مبادرة عمرو حمزاوى والخاصة بتشكيل فريق من المفاوضين يتألف من شباب الأحزاب والقوى الثورية مهمته التواصل مع المحتجين في الميادين المختلفة لصياغة مطالب محددة يتم رفعها لجبهة الإنقاذ لتضمنها في أجندتها كورقة ضغط على مؤسسة الرئاسة. وقال حسان إن الجبهة أصبحت حاليا بيت المعارضة المصرية ويمكنها قبول أى مبادرات أو اقتراحات من شأنها توحيد فكرة المعارضة وتوحيد كافة صفوف القوى المدنية، موضحا أن الجبهة اعترضت بشكل كبير على عرض الرئاسة للحوار بسبب تجاهله لجبهة الإنقاذ، وارتكز حديثه على عدد من الشخصيات فقط وهو ما يعكس عدم جدواه من الأساس. بينما رفض شريف الروبى منسق حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية محاولات الجبهة وكشف النقاب عن وجود تفاوض بين الثوار والجبهة بالفعل إلا أن القوى الثورية لا ترى في الجبهة ملاذًا آمنا لها. وأضاف الروبى أن الجبهة بعيدة كل البعد عن الشارع ونحن ننأى بأنفسنا في الدخول تحت عباءتها لأنها ستستخدمنا لورقة ضغط على النظام الحالي من أجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة، وقال إن هناك فارقا كبيرا بين مطالب جبهة الإنقاذ الوطني ومطالب الثوار في الميادين، لأنهم قد يدفعون حياتهم لا لشىء سوى لصالح الوطن. وقال الروبى إن القوى الثورية ترى أن إسقاط النظام الحالي هو الهدف الوحيد لها، بينما تراهن الجبهة على عدة أهداف تحاول أن تضغط على الرئاسة من أجل الاعتراف بها وتحقيقها على أرض الواقع، ومن ثم فهي ترى إمكان الضغط على الرئاسة بواسطة القوى الثورية. بينما قال معاذ عبدالكريم عضو ائتلاف شباب الثورة أن القوى الثورية ترفض أي نوع من الوصاية عليها من قبل أي فئة خاصة جبهة الإنقاذ الوطني وأنها لا تمثل إلا نفسها والأحزاب التي تحتويها فقط ولا يمكن السماح لها أن تقذف على الثورة، وأكثر دليل على ذلك مهاجمة الثوار لحزب الوفد لرفضها خطاب الجبهة مؤخرا. وأضاف عبدالكريم أن رفض الجبهة الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس في هذه الظروف الصعبة وإملاءها شروطا مرفوض، وعليها أن تعلي مصلحة الوطن وأن تنظر الأرواح التي أزهقت، مشيرًا إلى أن الحوار بأجندات وليس بشروط مع وضع مطالب ليست تعجيزية وغير شرعية، فالمطالبة بالدعوة إلى انتخابات رئاسية بلطجة سياسية مرفوضة ولا يمكن القبول بها بشتى الطرق وتدخل الوطن في نفق مظلم. وأشار إلى أن الشباب ليس لهم أمل في هذه النخب وعندهم إيمان تام أن تطهير الوطن وبناءه سيكون على أيديهم بعيدا عن الحسابات والمصالح الشخصية التي تسعى إليها هذه النخب.