اشتعلت حدة الصراع داخل الحزب الوطني بين تيار لجنة السياسات ، الذي تمثله لجنة السياسات ورئيسها جمال مبارك ، والحرس القديم ، الذي يتزعمه صفوت الشريف الأمين العام للحزب وكمال الشاذلي أمين التنظيم إضافة إلى عدد من أمناء الحزب بالمحافظات ، حيث يخوض الشريف والشاذلي معركة حياة أو موت مع الجناح الإصلاحي لضمان عدم سيطرة مجموعة السياسات على وضع قائمة مرشحي الحزب في انتخابات البرلمان المقبلة ، الأمر الذي كان الشاذلي يحتكره طوال السنوات الماضية . وأكدت مصادر مطلعة في الحزب أن الحرس القديم قد اثبت أنه لا يزال يمتلك أوراقا مهمة ، برزت قوتها أثناء أزمة استقالة فاروق حسني حيث نجحت بعض الشخصيات المقربة من الرئيس مبارك في حثه على رفض الاستقالة التي كانت مرغوبة بشدة من مجموعة لجنة السياسات ، باعتبار أن مقعد الثقافة يعد من أبرز المقاعد التي تسعى المجموعة للاستحواذ عليها من خلال تعيين أحد المقربين لها خلفا لحسني ، لكن رموز الحرس القديم نجحوا في الإبقاء على حسني ، وتجميد الأمر حتى ما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة . وأوضحت المصادر أن نفوذ الحرس القديم ، وخاصة صفوت الشريف بعلاقاته المتشعبة داخل مختلف قطاعات الإعلام ، تجلي كذلك في الحملة الشرسة التي شنتها الصحف القومية ضد الدكتور مصطفى علوي رئيس هيئة قصور الثقافة وتحميله المسئولية عن كارثة قصر ثقافة بني سويف ومطالبته بالاستقالة رغم صلات علوي الوثيقة بتيار جمال مبارك. ولفتت المصادر إلى أن الحرس القديم يحاول الحفاظ على احتكار وضع قائمة مرشحي الحزب لانتخابات البرلمان ، من خلال إقناع القيادة السياسية بافتقاد مجموعة لجنة السياسات للخبرة التي تؤهلها لاختيار نواب قادرين على مواجهة المنافسة الشرسة من جانب أحزاب المعارضة ومرشحي جماعة الإخوان المسلمين ، محذرين من حدوث كارثة إذا سيطر الفريق الإصلاحي على الترشيحات . وأوضحت المصادر أن الحرس القديم يبذل جهودا مستميتة لضمان دور مهم له خلال المؤتمر العام الثاني للحزب الوطني الديمقراطي المقرر عقده في الثلث الأخير من الشهر الحالي وضمان عدم هيمنة التيار الإصلاحي على أعمال المؤتمر حيث يراهن الحرس القديم على أن دوره خلال هذا المؤتمر سيكون بروفة لمستقبل هذا التيار داخل الحزب الحاكم فإذا لم يستطع الحفاظ على هذا الدور فإنه بهذا يكتب شهادة وفاته. وعملت "المصريون" أن هناك اتجاها للحفاظ على دور الحرس القديم خلال الانتخابات البرلمانية القادمة على الأقل للاستفادة من الدهاء السياسي الذي يتمتع به صفوت الشريف وعلاقاته المتشعبة مع مختلف الأحزاب والقوى السياسية المعارضة ، وكذلك استغلال السطوة الطاغية لكمال الشاذلي على أمانات الحزب في المحافظات وسيطرته التامة على أمانة التنظيم . وأشار المصادر إلى أن استمرار الثنائي الشريف والشاذلي في لعب دور واضح في ترشيحات الحزب للانتخابات يعني استمرار 50% على الأقل من مرشحي الحزب التقليديين على لوائحه فيما يقتسم الكعكة معهم مجموعة رجال الأعمال الموالين لجمال مبارك بحيث تستمر لعبة " توازن القوى " بين جناحي الحزب ، دون ترجيح كفة على أخرى ، هو السيناريو الذي يبدو مفضلا لدى الرئيس مبارك ، حسبما يرى المحللون .