علمت المصريون أن "جمال مبارك" رئيس لجنة السياسات يقف وراء اختصار مدة المؤتمر العام الثاني للحزب الوطني ليوم واحد بدلا من ثلاثة أيام لرغبته في تمرير أكثر عدد من القرارات بدون الدخول في معارك مع الحرس القديم الذي يتمتع بسيطرة كبيرة على كوادر الحرس وأمناء المحافظات وكان ينوي إشعال مواجهته مع التيار الإصلاحي في الحزب والراغب في تقليم أظافره . وقد أشعل قرار "جمال مبارك" الغضب داخل أروقة الحزب التي اعتبرتها محاولة من نجل الرئيس للهمينة الكاملة على شئون الحزب وإجراء تغييرات هيكلية وجذرية قد تطيح بشخصيات ذات ثقل في الحزب مما يهدد بخلق اضطراب سياسي قد يؤثر على فرص الحزب في الانتخابات البرلمانية القادمة وأن هذا اليوم غير كاف وسيستنزف أكثر من نصفه في إجراءات أمنية في جلسات بداية وختام المؤتمر والتي سيحضرها الرئيس مبارك . إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة أن التيار الإصلاحي في الحزب والذي يتزعمه مبارك الابن ينوي التخلص من أكثر من 60% من أمناء الحزب الوطني بالمحافظات والذين تربطهم صلات قوية لكل من كمال الشاذلي أمين التنظيم وصفوت الشريف الأمين العام. وستشهد جلسات هذا المؤتمر إجراء تغييرات شاملة في أمانات الحزب في محافظات الإسكندرية وبورسعيد والسويس وقنا والمنوفية والعديد من أقاليم الوجه البحري وهي المحافظات التي فشل أمناؤها في لعب دور مهم في حشد الدعم لانتخاب الرئيس مبارك وانتمائهم للحرس القديم وعدم قدرتهم على ملاحقة الروح الجديدة التي تسود . وأكدت المصادر أن هذا المؤتمر سيشهد محاولات من التيار الإصلاحي للإجهاز على أي سلطة للحرس القديم وإجراء تعديلات جذرية على المناصب المهمة داخل الحزب تهيئ التربة لشخصيات شابة مثل محمود محي الدين ومحمد كمال وحسام بدراوي لتحل محل رموز الحرس القديم .