على الرغم من الانتقادات القوية التى وجهها الرئيس مبارك لأداء لجنة السياسات أثناء الانتخابات الرئاسية، يواصل أعضاؤها المدعومون بسلطات جمال مبارك الصعود على حساب الحرس القديم فى ترشيحات هيئة مكتب الحزب الوطنى والحقائب الوزارية. حيث علمت المصريون من مصادر برلمانية مطلعة أن التغيير الوزاري القادم سوف يشهد العديد من المفاجآت، أبرزها خروج عدد كبير من الحرس القديم في الوقت الذي سوف ترتفع فيه أسهم أحد الوزراء المحسوبين على الحرس القديم. الوزراء الذين سوف يشملهم الخروج من التغيير الوزاري القادم هم: د.عثمان محمد عثمان وزير التخطيط، و د. فايزة أبو النجا وزير الدولة للتعاون الدولي ود. حسن خضر وزير التموين وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية ود. ممدوح البلتاجي وزير الشباب وفاروق حسني وزير الثقافة ود. ماجد جورج وزير البيئة ود. مفيد شهاب وزير الدولة لشئون مجلس الشعب. كما أن هناك بعض التغييرات في الحقائب الوزارية، حيث يتولى م.أحمد الليثي وزارة التموين، ود. عبد الرحيم شحاتة وزارة الزراعة، فيما أشارت ومن الأسماء المرشحة لحمل حقيبة وزارية للمرة الأولى: د. فتحي البرادعي محافظ دمياط الحالى والمرشح وزيرا للإسكان، ومحمد كمال المتحدث باسم لجنة السياسات، والمرشح وزير دولة لشئون مجلس الشعب. أما موقع رئيس مجلس الوزراء فمازال محل بحث ودراسة، وهناك ثلاثة أسماء مرشحة لشغله، وهى: د. فاروق العقدة رئيس البنك المركزى، ورشيد محمد رشيد وزيرالتجارة الخارجية والصناعة، ود. محمود محيي الدين وزير الاستثمار، وإن كان العقدة أقربهم لتولي هذا الموقع. خروج الحرس القديم ليحل أعضاء السياسات محلهم لن يقتصر على التشكيل الوزارى، فعملية الاستبدال مستمرة على مختلف الأصعدة، ومنها "هبئة مكتب الحزب الوطنى" التي تضم كلا من صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني ورئيس مجلس الشورى وكمال الشاذلي الأمين العام المساعد وأمين التنظيم وجمال مبارك أمين لجنة السياسات وزكريا عزمي أمين لجنة الشئون المالية وعلى الدين هلال أمين لجنة المهنيين وممدوح البلتاجي أمين الإعلام ، والتى من المقرر أن تشهد تغييرات مهمة عقب الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر المقبل، حيث يخرج منها: ممدوح البلتاجي وعلى الدين هلال ، وأيضاً "صفوت الشريف" الذى يوجد اتجاه كبير لاستبعاده من موقع الأمين العام للحزب، والاكتفاء برئاسته لمجلس الشورى. في الوقت الذي يتردد فيه بقوة أن كمال الشاذلي ينتظره منصب سياسي كبير، على عكس ما تردده التقارير التي تتحدث عن قرب نهايته السياسية، خصوصا بعد تكليفه بالمشاركة المؤثرة في اختيار مرشحي الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة، وفشل مجموعة لجنة السياسات التي يتزعمها جمال مبارك في إبعاد الشاذلي عن الساحة السياسية تماما. مجموعة السياسات بذلت جهودا مضنية لدى القيادة السياسية لإبعاد الشاذلي ، حيث شن أحمد عز الذى يرغب في أن يستولى على موقعه التنظيمي بالحزب، حرب تكسير العظام ضده، وقد حاول عز استغلال الدور المهم الذي لعبه في الانتخابات الرئاسية وتمويله بشكل كبير لدعاية مبارك، في الكيد للشاذلي إلا أن التخوف من إصابة دهاليز الحزب باضطراب يؤدى إلى تراجع أسهمه في الانتخابات القادمة جعل الرئيس مبارك يتراجع عن قرار إبعاد الشاذلي.