تبدأ يوم "الأربعاء" القادم أولى مراحل الانتخابات البرلمانية الثلاث وتجرى في 8 محافظات هي القاهرة والجيزة والمنوفية وبنى سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد ومطروح حيث يتنافس 1643 مرشحا في 82 دائرة على 164 مقعد. وتكتسب هذه المرحلة دون المرحلتين الأخريين أهمية خاصة حيث ينظر إليها المراقبون على أنها "بروفة" الانتخابات البرلمانية وعلى أساسها يتم الحكم على مدى مصداقية الحزب الوطني الحاكم في تعهداته بإجراء انتخابات حرة ونزيهة ومعبرة عن الإرادة الشعبية. كما تكتسب العملية الانتخابية برمتها أهمية كبيرة نظرا لأنها هي التي تكون البرلمان القادم المنوط بتنفيذ الإصلاحات السياسية والتشريعية خلال الفترة القادمة وهى تعهدات قطعها الحزب الوطني الحاكم على نفسه. وفيما وصفه المراقبون السياسيون بأنه بداية الحرب السياسية المعلنة من جانب الحزب الوطني الحاكم والأحزاب السياسية الرافضة لها واجه مرشحو جماعة الإخوان انتهاكات من جانب الحزب الحاكم من ناحية واتهامات صريحة من جانب الأحزاب السياسية من ناحية أخرى, ففيما يتعلق بالحزب الحاكم فقد قام بملاحقة مرشحي الإخوان بالبلطجية كما حدث في قرية أبيس بالإسكندرية ومماطلة الأجهزة المعنية برد اعتبار بعضهم كما حدث مع مرشح الجماعة في المنيا الدكتور على عمران الذي قرر بعد موافقة الجماعة على الانسحاب من الانتخابات ردا على تعسف الجهات الإدارية ضده وعدم صدور قرار المحكمة برد الاعتبار له حتى الآن نتيجة المحاكمات العسكرية والتى سُجن بسببها ثلاث سنوات. كما أعلن الإخوان انسحاب مرشحي الجماعة الاحتياطيَّين في الدائرة وهما عبد الرحيم عبد السلام وعبد الباقي عبد الحكيم من سباق الانتخابات البرلمانية نظرًا لقصر الفترة المخصصة للدعاية لهم. ثم كانت البلاغات الكيدية التي قام بها احد أئمة المساجد بإيحاء من قيادات بالحزب الوطني الحاكم بتلفيق تهمة لمرشح الجماعة في مدينة نصر عصام مختار بأنه ينفق على دعايته الانتخابية من أموال الزكاة باعتباره أمين صندوق لها بأحد المساجد وقد ترتب على ذلك مواجهة بين أجهزة الأمن والمرشح تم احتجازه على أثرها. وفيما يتعلق بالأحزاب تقدم حزب التجمع بشكوى لرئيس اللجنة العليا للانتخابات ووزير العدل المستشار محمود أبو الليل بشأن تجاوز نفقات الدعاية الانتخابية للسقف المحدد واتهم الحزب بعض مرشحي الحزب الوطني ومرشحى الإخوان بتجاوز السقف المحدد ب70 ألف جنيه لدعاية كل مرشح. لافتا إلى انه رصد في شكواه عدة مظاهر للإنفاق الزائد منها إقامة عشرات البوابات واللافتات البلاستيكية التي تتكلف الواحدة منها الألف جنيه- وذلك حسب تقديرات الحزب- وطالب اللجنة بالمرور علي الدوائر للتحقق من الشكوى. وفى محاولة من جانبهم لكشف ممارسات الحزب الوطني الحاكم ضد مرشحيهم عقد الإخوان المسلمون بمدينة نصر مؤتمرًا صحفيًا مساء الجمعة لكشف الحقائق حول التجاوزات التي تعرض لها مرشح الإخوان والتى انتهت باحتجاز عصام مختار المرشح لمقعد العمال بدائرة مصر الجديدة ومدينة نصر. وقالت مرشحة الجماعة الدكتورة مكارم الديرى أن هناك تجاوزات حدثت مع مرشحى الإخوان دون غيرهم من المرشحين وهو ما اعتبرته تمييزًا بين المرشحين على أساسٍ فكرى وهو ما يعد انتهاكًا للقانون والدستور. وأكد عصام مختار أن ما حدث له أمرا تم تدبيره من جانب بعض المنافسين من أصحاب السلطة والمال بمدينة نصر مشيرا إلى أن الإخوان تعرضوا لانتهاكات أخرى على يد الأجهزة المحلية بالدائرة تمثلت في تقطيع لافتاتهم الانتخابية بدعوى أنها أوامر عليا. واعتبر أن التواجد القوى للإخوان بالشارع وراء سبب حالة عدم الاستقرار لدى الحزب الحاكم الذي بدأ المواجهة الفعلية مع مرشحي الإخوان في محاولة لكسر شوكتهم وان هذه المواجهة وصلت إلى حد التآمر ضد مرشحي الإخوان وذلك على حد تعبير مختار.