بعنوان "قبل الجولة المقبلة.. أبو مازن يفضل المصالحة على دبابات تل أبيب"، قالت مصادر إسرائيلية، إن "الأمريكيين لهم دور هام في المصالحة الفلسطينية لكن في الحلبة الدولية لم تلاحظ أي حالة من التفاؤل إزاء الأمر؛ وسط محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحفاظ على المنطقة هادئة". ونقل موقع "واللاه" الإخباري العبري عن المصادر: "إسرائيل تعتقد أن الولاياتالمتحدة تلعب دورا هاما في مسار المصالحة بين السلطة الفلسطينية ومنظمة حماس، وهي المصالحة التي تنفذ بوساطة مصرية، والأمر كله بدأ بضغط أمريكي ويوضح لماذا هذا التقارب بين القاهرة والحركة الفلسطينية التي كانت العدو اللدود للمصريين، وحماس من جانبها استجابت لمطالب القاهرة لإيجاد مخرج من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها بسبب عقوبات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضد غزة ". ولفتت إلى أن "أبو مازن لم يعترض على المصالحة؛ خاصة أن الأخيرة تتوافق مع استراتيجيته الخاصة بإخضاع حماس عبر اقتطاع أجزاء من الرواتب ووقف الكهرباء والوقود عن القطاع"، مضيفة "بالرغم من أن حماس تعطي الانطباع أنها على وشك اتخاذ قرارات تاريخية من جانبها، إلا ان منظومة تل أبيب الأمنية والحلبة الدولية لا تشعران بأي نوع من التفاؤل". وذكرت أن "التقديرات الإسرائيلية ترى أن الدافع الأمريكي من وراء المصالحة هو رغبة ترامب في تزعم مسار تصالحي تدريجي خلال الفترة المقبلة، يكون الجزء الثاني من هذا المسار بين تل أبيب والفلسطينيين، ومن الممكن أن الرئيس الأمريكي يقود هذا المسار خوفا من حدوث صدام في الشرق الأوسط، حيث إيران في مركز الأحداث". وقالت: "بتعليمات وتوجيهات الولاياتالمتحدة، تعاملت تل أبيب بصبر وضبط للنفس فيما يتعلق بتصريحاتها العلنية حول مسار المصالحة الفلسطينية، وذلك بالرغم من الإخطار التي تحملها تلك المصالحة، وفي هذه المرحلة هناك شخص واحد يجذب إليه كل الاهتمام وهو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس". وأوضحت أنه "من المقرر خلال الفترة القادمة أن يعلن رامي الحمد لله -رئيس الحكومة الفلسطينية- هل نفذت حماس عددا من الشروط". وواصلت: "هذه الشروط تتضمن رفع كل رموز حماس من مؤسسات الحكم في قطاع غزة ونقل المسؤولية الأمنية عن المعابر الحدودية (إيريز) و(كرم شالوم) و(رفح)، فبدون هذه التغييرات لن يرفع أبو مازن العقوبات الاقتصادية عن غزة". وتابعت: "هناك سؤالان مركزيان يعتبران عائقا أساسيا بين أطراف المصالحة؛ الأول من سيدير أجهزة الأمن في قطاع غزة؟، وهل البرنامج السياسي لحماس سيتغير ويتوافق مع برنامج السلطة الفلسطينية أم أن المنظمة ستستمر في كونها حركة مقاومة، كذلك لم يصل الطرفان لحل فيما يخص بمسألة جمع السلاح، التي يتخذ بصددها أبو مازن موقفا متعنتا، ويبدو أن الأخير لن يوافق في مرحلة متقدمة من مسار المصالحة على السماح لحماس بالتمسك بالسلاح وحفر الأنفاق". وذكرت المصادر الإسرائيلية "التقديرات ترى أن مسار تصالحي إيجابي بين حماس والسلطة الفلسطينية من شأنه تقليل فرص وقوع معركة مع الحركة الفلسطينية، لكن ماذا عن تركيا وقطر اللتين رفض أبو مازن مشاركتهما في أمر المصالحة، وماذا عن الأردن التي تضررت بسبب تولي مصر المسألة برمتها؟، عمان وأنقرة والدوحة شعرن بالإحباط وخيبة الأمل بسبب هذا التطور ومن شأنهن وضع عراقيل أمام المصالحة". ولفتت إلى أن "الذراع العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام تستعرض عضلاتها في كل ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، خاصة أن الكتائب لا تريد قطع العلاقات مع إيران التي تمول 75 % من ميزانيتها، ويحي السنوار رئيس الحركة بالقطاع تحدث عن هذه النقطة مؤخرا وأعلن قبل أيام أنه "سيحطم عنق كل من يخرب المصالحة". وختمت المصادر قولها: "السلطة الفلسطينية متحمسة وتبذل ما في استطاعتها لاستغلال المصالحة؛ وذلك لإدراك رام الله أنه في المعركة المقبلة بقطاع غزة ستوجه تل أبيب ضربة غير مسبوقة ضد حماس، ولهذا فإن محمود عباس لا يريد العودة للقطاع وهو يمتطي ظهر دبابة إسرائيلية".