القاهرة أوضحت لواشنطن وتل أبيب أن الانقسام لن يصب في مصلحة إسرائيل أمريكا تشارك مصر الرؤية وأبلغت نتنياهو بموقفها من المصالحة وأهميتها لخطة ترامب للسلام "ما وراء رد فعل نتنياهو على المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس؟" هكذا علق شلومو إلدار، الكاتب الصحفي الإسرائيلي على رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول المصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح"، والتي انتهت بتسليم الأولى إدارة قطاع غزة لحركة الوفاق الفلسطيني. وقال إلدار في مقال نشره موقع "يسرائيل بلوس" الإخباري العبري؛ إن "القاهرة التي تمنح رعايتها لمحادثات المصالحة الجارية الآن بين الحركتين الفلسطينيتين، أوضحت لتل أبيب وواشنطن أن الانقسام بين الحركتين هو عائق إذا لم يزال، سيكون من الصعب التوصل لانفراجة سياسية، وعلى العكس إذا ما تم التوصل لهذه المصالحة، سيكون الأمر مصلحة إسرائيلية". وأضاف: "مؤخرًا سمحت إسرائيل لأعضاء الحكومة الفلسطينية بدخول قطاع غزة من خلال معبر (إيريز) وذلك من أجل محادثات المصالحة بين فتح وحماس، لكن بعد هذا خرج علينا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليعلق على الأمر". وأشار إلى أن "من يتحدث عن السلام عليه أن يعترف بالدولة اليهودية، وأن من يرغب في مصالحة من هذا النوع عليه أن يعترف بإسرائيل، كما طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بحل كتائب القسام -الذراع العسكري لحماس- وقطع العلاقات مع إيران التي تنادي بالقضاء على تل أبيب". ولفت إلى أن "نتنياهو أدلى بهذه التصريحات خلال جلسة لحزب الليكود الحاكم، والتي جاءت مناقضة لأخرى قالها نفس الشخص - نتنياهو- في السابق؛ ففي أبريل 2014 هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وتوعده بفرض عقوبات على رام الله، بسبب تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية وقتها مكونة من أعضاء فتحاويين وحمساويين". وذكر إلدار بأن "وزير الخارجية وقتها -2014- أفيجدور ليبرمان زعم أن أبو مازن لابد وأن يقرر: هل يريد صنع السلام مع إسرائيل أم مع حماس؟، لكن هذه المرة، وفي 2017 لم يقل ليبرمان وزير الدفاع الحالي أي كلمة عن الاجتماعات التصالحية التي تجرى وتعقد بقطاع غزة، رغم أن وزارته تعد مسؤولة فعليًا عن إدخال الوفد الفلسطيني من الضفة الغربية لقطاع غزة". وتابع: "الاثنين الماضي، سمحت وزارة الدفاع الإسرائيلية بإدخال وفد فلسطيني كبير من الضفة الغربية ضم 350 فردًا وهم أعضاء الحكومة ومستشارين وموظفين وحرسًا يتبع السلطة الفلسطينية، وفي يوم الثلاثاء اجتمعت الأطراف وأعلنت أن الانقسام انتهى وصفحة جديدة قد فتحت". وقال: "إذا ما الذي تغير هذه المرة عن الوحدة الفلسطينية عام 2014؟، لماذا لا يطلق نتنياهو تهديداته بإنزال عقوبات برام الله ولا يلقي باتهاماته على أبو مازن وتحميله مسؤولية تعريض إسرائيل للمخاطر؟، كيف سمح وزير الدفاع ليبرمان لرجاله بإدخال الوفد الفلسطيني، دون أن يقل كلمة واحدة تنتقد رئيس السلطة محمود عباس؟ وهو نفس الرجل الذي لم يكف ليبرمان عن مهاجمته في كل فرصة؟". وأوضح أن "هذه المرة ووفقًا لمصادر بفتح تعتبر القصة مختلفة؛ فتهديدات إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية واتخاذ عقوبات ضدها أو حتى مهاجمة أبو مازن ستكون بلا شك تهديدا مباشرا ضد مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي الذي يمنح رعاية لمحادثات المصالحة". وأشار إلى أن "القاهرة أبلغت تل أبيب وواشنطن بأخر مجريات محادثات المصالحة، وأوضحت أن حكومة وحدة فلسطينية والتوصل إلى صلح بين فتح وحماس يعتبر مصلحة مصرية وإسرائيلية وأن الأمر سيكون له نتائج إيجابية على إسرائيل والسلطة الفلسطينية". وقال إن "القاهرة ترى في اتفاق المصالحة شرطًا ضروريًا لاتفاق سلام إقليمي ستساهم فيه هي بنصيب كبير، ووفقًا للرؤية المصرية فإن الانقسام بين رام اللهوغزة هو عائق بدون إزالته سيصعب التوصل إلى انفراجة سياسية بالمنطقة". وأوضح أن "الولاياتالمتحدة تشارك مصر نفس الرؤية على ما يبدو، وجيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب لشرق الأوسط أبلغ نتنياهو بموقف واشنطن إزاء المصالحة الفلسطينية وأهمية حدث مثل هذا لخطة السلام الامريكية التي سيكشف عنها في القريب". وتابع: "لاشك في أن ترامب الذي وعد أبو مازن خلال لقائهما بنيويورك قبل حوالي أسبوعين، بعرض مبادئ الخطة الأمريكية للسلام في غضون أسابيع، لا شك أن ترامب سيكشف هذه الخطة حينما يتضح مصير محادثات المصالحة التي ستستأنف في القاهرة الأسبوع المقبل". وخلص القول إلى أن "إدارة ترامب ترى أن أي ترتيب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يتم إلا تحت مظلة إقليمية، وسيكون للقاهرة دورا مركزيا بهذا المسار". وختم الكاتب الإسرائيلي بقوله: "واشنطن تنتظر الآن لترى: هل ستصمد خطة السيسي أمام اختبارات الواقع؟".