الباعة الجائلون شريحة مجتمعية لا يُستهان بها، تجدهم يقتفون المناسبات المختلفة؛ ليعرضوا بضائعهم بطرق شتى، يزاحمون المارة فى الشوارع والطرقات، وفى محطات القطارات والحافلات، وفوق الأرصفة، وبعد الثورة احتلوا أماكن جديدة كانت محرمة عليهم من قبل، ومنها محطات قطارات الأنفاق، وشوارع وسط البلد، ومع الأيام أصبحوا قوة لا يستهان بها. فى انتخابات الرئاسة التى بدأت أمس ظهر هؤلاء بدور جديد، لقد تركوا بضاعتهم وتوجهوا لطوابير اللجان الانتخابية؛ ليدلوا بأصواتهم، مصرين على أن يكون لهم نصيب فى المشاركة فى ذلك الاستحقاق السياسى المهم الذى تعيشه مصر لأول مرة فى التاريخ. "المصريون" من جانبها حاولت الاقتراب منهم، والاستماع إلى وجهة نظرهم، وفى البداية يقول صلاح الديروطى 49 سنة بائع متجول، ذهبت إلى مقر لجنتى حتى أدلى بصوتى؛ لأننى أقدر هذا اليوم الذى ننتظره منذ فترة طويلة لكى يستقر البلد، وأستطيع ممارسة عملى، وأنا أيضًا لم أذهب بمفردى ولكن اصطحبت معى أفراد أسرتى الاثنى عشر؛ لكى نختار بأنفسنا رئيس مِصر القادم. ويتفق معه فى الرأى كامل عبد المنعم 45 عامًا - بائع تمر هندى قائلاً إننى انتخبت المرشح الذى أراه من وجهة نظرى مناسبًا ويشعر بالطبقة الفقيرة وينظر إليهم بالعطف، ويقول محمود فوزى، 25 عامًا، إننى سوف أذهب غدًا للإدلاء بصوتى حتى لا تفوتنى المشاركة فى هذا اليوم العظيم، الذى نأمل أن يكون بداية جديدة لمصر وحال البلد ينضبط، وعن اختياره للمرشحين، قال إننى سوف أنتخب تيارًا إسلاميًا؛ لأن الإسلام هو الحل، ومن ناحية أخرى كان هناك العديد من الباعة الجائلين أصروا على عرض بضاعتهم أمام اللجان ولم يشاركوا فى العملية الانتخابية، حيث يقول محمد طايع، 34سنة، إننى من طنطا بمحافظة الغربية ولم أستطع الذهاب وترك بضاعتى وإلا لم أجد قُوت أسرتى وهذا يعتبر يوم رواج بالنسبة لى، حيث هناك أعداد كبيرة من المواطنين متجمعين فى مكان واحد، ويقول سيد أحمد - بائع عرقسوس - لقد تواجدت أمام اللجان الانتخابية حتى أبيع للمواطنين الذين يأتون للانتخاب، حيث هناك إقبال كبير ونظرًا لارتفاع درجة حرارة الجو يكون الطلب على المشروب كبيرًا، ولا أهتم بالتصويت لكنى أهتم برزقى. وفى نفس السياق يقول محمود عبد الدايم بائع متجول أمام اللجنة الانتخابية، أنا مش هنتخب أحد؛ لأننى لا أرى أن هناك مَن يصلح رئيسًا فى جميع المرشحين، ولذلك قررت عدم ترك فرشتى وبضاعتى؛ لأنه لا يوجد أحد هايعطينى ثمن بضاعتى أو قوت يومى. وتتفق معه فى الرأى الحاجة أم حمدى قائلة: منذ أن بدأت الانتخابات لم يأتِ إلينا أحد من المرشحين حتى يعطينا أى شىء، كيف أترك رزق أولادى ومَن يأتى يأكلهم حتى أترك نصبة الشاى وأروح أدلى بصوتى؟، وأنا لا أهتم بمَن سيأتى رئيسًا، لا تفرق معى فى شىء!، أمير بائع متجول منذ أن بدأت الثورة وأنا أقف فى أى مكان ولا أحد يستطيع أن يكلمنى؛ ولذلك أنا أشهد رواجًا فى تجارة الإعلام التى أصبحت مهمة الآن ويا رب يكون فى انتخابات كل يوم، وأنا لا بد أن أشارك فى العملية الانتخابية وفى هذا اليوم التاريخى حتى أستطيع أن آتى بالرئيس الذى أريده.