* طالب هندسة خرجت للعمل للإنفاق على دراستي .. وبائع لا نسلم من مطاردات الشرطة * بائع : الشرطة تصادر بضائعنا ونضطر لدفع رشاوى لاستعادتها ..وآخر: الضباط يطلبون كروت شحن ووجبات لتركنا * قصة انتفاضة البطالة المصرية في الإسكندرية عندما هتف الباعة الجائلين ” يحيا الشعب وتموت الحكومة كتبت- سارة شفيق: محمد بو عزيزي، شاب تونسي، عاطل عن العمل, اختار أن يعمل كبائع متجول بعد فشله في الحصول على فرصة عمل، فأبلغه موظف محلي بعدم قانونية عمله، فأضرم الشاب النار في نفسه. النار التي أشعلها بوعزيزي في نفسه لم تشعل جسده فقط وإنما أشعلت مظاهرات واحتجاجات في تونس لم تنته حتى الآن. ظروف محمد بوعزيزي لا تختلف مع العديد من العاطلين عن العمل المنتشرين في مصر, والذين اضطر معظمهم للعمل كباعة متجولين, ويظل التساؤل الذي يطرح نفسه حول احتمال أن يؤدي وقوع حادث مماثل إلى تفجير الاحتجاجات في مصر. خاصة أن ما يتعرض له زملاؤه في مصر لا يقل من ضغوط لا يقل عما تعرض له .. وربما تزيد .. البديل رصدت أحوال زملاء بوعزيزي في مصر وماذا يفعلون مع الشرطة وهل نستيقظ يوما لنكتشف بوعزيزي آخر في مصر؟ من هذا الاحتمال ضخامة عدد الباعة الجائلين, وتعرضهم لمطاردات متواصلة من قبل شرطة المرافق التي تقوم بمصادرة بضاعتهم. قدرت دراسات عدد الباعة الجائلين في مصر بأكثر من 5 ملايين بائع...وهو ما أكده المهندس عبد المعطى لطفي نائب رئيس اتحاد الجمعيات الاقتصادية الذي قدر العدد ب 5, 5 مليون بائع, يبيعون مختلف السلع والمنتجات، ويخدمون أكثر من 10 ملايين مواطن ما بين موظفين وطلاب وعمال. وتشير الدراسة أن عدد كبير منهم خريجي جامعات لم يتمكنوا من العمل في ظل البطالة المنتشرة.. و تشير الوقائع أنهم لا يسلمون من أذى الشرطة ومطاردتها لهم في أرزاقهم . يقول أحد الباعة رفض ذكر اسمه, إنه طالب بكلية الهندسة بجامعة حلوان, واضطر للعمل كبائع متجول حتى يتمكن من الإنفاق على تعليمه لأن والديه لا يستطيعون توفير نفقات دراسته، وتساءل مستنكراً ” يعنى نسرق عشان نتعلم؟ “. وطالب الحكومة بتقنين أوضاع الباعة الجائلين أو توفير فرص عمل بديلة لهم, مستنكراً اكتفاء الشرطة بمطاردتهم ومصادرة بضاعتهم بحجة إشغال الطريق من دون تكبدها عناء البحث عن حلول أخرى توفر لهم أي وسيلة لكسب قوت يومهم. ويؤكد العديد من الباعة الجائلين تعرضهم لضغوط وتجاوزات من شرطة المرافق التي تقوم بمصادرة بضاعتهم بحجة قيامهم بإشغال الطريق العام. يقول (حسين) – 25 سنة أحد الباعة الجائلين في حلوان إن الشرطة تقوم بتنفيذ حملات يومية ضد الباعة الجائلين ويصادرون بضائعهم ، مضيفاً أنه يضطر لدفع رشاوى لعناصر الشرطة تتراوح بين 200 و300 جنيه لاستعادة بضاعته . ويؤكد زميله محمود مصطفى – بائع ملابس, إنه يدفع رشاوى للشرطة مقابل استرداد بضاعته المصادرة، مشيراً إلى أن بعض عناصر شرطة المرافق يقومون بالاستيلاء على جزء البضاعة المصادرة . وقال (رجب ....) بائع إنه كثيرا ما يتعرض للسب والضرب من قبل عناصر بشرطة المرافق ، مضيفاً ” اللي بيفكر يعترض بعد ما يتشتم وينضرب ممكن يتحبس ويتلفق له قضية كمان ” . وأوضح أن قيمة الرشوة تختلف بحسب قيمة البضاعة ، فكلما زادت قيمة البضاعة المصادرة وكميتها زادت الرشوة اللازمة لاستردادها. وقال (مصطفى....) بائع إنه يوجد العديد من الطرق للحصول على الرشوة, فبعض الضباط يطلبون كروت شحن أو وجبات من مطاعم فاخرة كبديل للفلوس, في حين يأخذ بعضهم مبالغ شهرية من الباعة مقابل عدم مصادرة بضائعهم، أو تحذيرهم قبل موعد المرور حتى لا تصادر بضائعهم . من جهة أخرى, قال أحد الباعة إنه لجأ لهذا العمل بعد أن فشل في الحصول على فرصة عمل قانونية, مشيراً إلى أنه اضطر لشراء بضاعته عبر التوقيع على إيصالات أمانة, وهو ما يجعله مهددا بالسجن في حال صادرت الشرطة بضاعته, ويضطره للخضوع لطلباتهم . تشابه الظروف بين وضع الباعة الجائلين في تونس ومصر ليس المؤشر الوحيد على احتمال اندلاع احتجاجات مماثلة في مصر, فقد وقعت بالفعل بعض الصدامات التي تتشابه في طابعها مع احتجاجات تونس, فسبق أن شهدت مدينة الإسكندرية منذ ما يقرب من ستة أشهر اشتباكات بين عناصر من شرطة المرافق ومئات من الباعة الجائلين, وذلك بعد قيام الشرطة بمصادرة بضاعة الباعة المنتشرين في ميدان الساعة. وقام البائعون بمحاصرة قوات الشرطة وإلقاء الحجارة عليهم, مرددين هتافات ضد الشرطة مثل “تموت الحكومة ويحيا الشعب “. واضطر الضباط إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء لفض التجمع والهرب من وسط المتظاهرين الذين تمكنوا بمساندة المئات من أبناء المنطقة من الاستيلاء علي ثلاث سيارات تابعة لشرطة المرافق وحطموها تماماً بعد أن أعادوا البضائع التي كانت قد صادرتها الشرطة لأصحابها. وسرعان ما قدمت تعزيزات أمنية مكونه من مدرعتين وعشر عربات أمن مركزي ومئات الجنود للسيطرة على الموقف المشتعل في الميدان. ورغم نجاح الشرطة في احتواء الأمر خلال احتجاجات الإسكندرية, إلا أن التساؤل يبقى مطروحاً, ماذا إذا تكررت هذه الواقعة, وتسببت في موجة احتجاجات مماثلة لتلك التي تشهدها تونس؟ مواضيع ذات صلة 1. جنازات قتلى الشرطة في انتفاضة البطالة تشعل الغضب في تونس .. وبن علي يصف المشاركين في الاحتجاجات بالعصابات الإرهابية 2. انتفاضة البطالة تتصاعد في تونس.. والشرطة تفتح النار على المتظاهرين وتقتل4 مواطنين 3. تصاعد انتفاضتي الغلاء والبطالة في تونس والجزائر.. والشرطة التونسية تقتل 8 متظاهرين اليوم 4. جنازات قتلى انتفاضة البطالة في تونس تشعل الاحتجاجات ضد النظام 5. انتفاضة البطالة تتصاعد في تونس .. والشرطة تفتح النار على المتظاهرين وتقتل مواطنيين