"بأي ذنب اُغتصبت"، ذئاب بشرية لم تفكر في مصير تلك الفتيات بعد تعرضهن لمثل هذه الوقائع غير الآدمية، لم تفكر غير بكل أنانية ووحشية سوى في كيفية استدراك الأطفال اللاتي لم تتفاوت أعمارهن بين 20 شهرًا و4 سنوات ليتم التعدي عليهن واغتصابهن، ولم يفكر في مصير تلك الطفلة التي في مراحل نموها، وهو يدرك أن القانون يناصفهن ليأتي الحكم بالسجن لعدة سنوات، وهو ما يفسر زيادة عمليات اغتصاب الأطفال، والذي أصبح مرضًا ينهش في جسد المجتمع بحسب خبراء علم النفس والاجتماع، لترصد "المصريون" أبرز ثلاث حالات اغتصاب للأطفال وقعت في عام 2017. طفلة البامبرز شهدت قرية ديملاس بمركز بلقاس بالدقهلية، جريمة هزت إرجاءها، وهي قيام أحد أهالي القرية باستدراك طفلة تدعي "جنى"، ذات ال20 شهرًا، والمعروفة إعلاميًا ب"طفلة البامبرز"، أثناء صلاة الجمعة، وحملها إلي غرفة مجهولة للتعدي عليها، وقام بتركها تحت "كومة قش" غارقة في دمائها لتجتمع القرية علي صراخ الطفلة، وقاموا بإرسالها إلي الوحدة الصحية بالقرية؛ ليتم إرسالها إلي مستشفي بلقاس لتظل تحت الرعاية لوقف النزيف. طالبة الشرقية طالبة في الصف الثالث الابتدائي تدعى "فرح"، ذهبت يوم 2 مارس إلى مدرستها كأي يوم طبيعي، ولم تكن تدري ماذا سيحدث لها، في آخر اليوم ذهب فراش المدرسة إلي والدها وأبلغه بأن ابنته في الوحدة الصحية، وعندما ذهبوا إليها وجدوها تعاني من نزيف في المخ، وكسر في إحدى الضلوع ومياه علي الصدر، وتم نقلها إلي مستشفي الأحرار بالزقازيق ليتم الكشف عليها؛ ليتبين أن الطفلة أصيبت بتهتك في "غشاء البكارة"؛ نتيجة واقعة اعتداء جنسي عليها، وتوفيت الطفلة بعد 10 أيام من احتجازها داخل المستشفى. طفلة ال4 سنوات قام سائق "توك توك" بخطف طفلة بالغة من العمر من قرية سيف الدين التابعة لمركز الزرقا دمياط، وتحرك بها إلي أراضٍ زراعية حتى لا يتعرف عليه أحد ليقوم بسرقة قيراطها الذهبي، ولم يكتفِ بهذا فقط، بل حاول خلع ملابسها للتحرش بها، واغتصابها، إلا أن العناية الإلهية أنقذت الطفلة وقام أهالي المنطقة بالقبض عليه. نفسيون يعددون أسباب الانتشار ومن جانبه أرجع علي بهنسي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، مسألة تكرار مثل هذه الوقائع بسبب تسليط الضوء واهتمام وسائل الإعلام بمثل هذه القضايا، مشيرًا إلي أن حادثة الاغتصاب ليست حديثة، وإنما المجتمع كان رافضًا تقبلها. وأوضح "بهنسي"، في تصريح خاص ل"المصريون"، أن هناك اضطرابًا نفسيًا ينشأ نتيجة الظروف البيئية، وعدم الزواج، وفي هذه الحالة تكون العقوبة بالسجن المشدد، مؤكدًا أن مرضه لم يمنع من العقوبة، وإنما في حالة زواجه تكون العقوبة الإعدام، مشيرًا إلي أن قانون حماية الأطفال لم يفعّل؛ ما تسبب في تكرار تلك الظاهرة. وتابع الطبيب النفسي، في حالة تعرض الطفل إلي الاغتصاب ينشأ طفلًا مضطربًا نفسيًا فيحاول تكرار مثل هذه التجربة سواء من نفس الجنس أو الجنس الآخر، وهذه كارثة تواجه الشعب. فيما طالب أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، باستخدام "الإخصاء الكيميائي" كعقوبة لمغتصبي الأطفال؛ للقضاء علي تلك الظاهرة التي انتشرت بسبب تخفيف عقوبتها. وأكد "عكاشة"، خلال لقائه في برنامج "يحدث في مصر" المذاع علي قناة "mbc مصر"، أن الأشخاص الذين يعتدون علي هؤلاء الأطفال مرضي مهووسون بالعلاقات الجنسية، مشيرًا إلي أنه يجب معاملته كمجرم؛ نتيجة ارتكابه أفعالًا خطيرة.