«مصطفى».. طفل عمره لم يتجاوز 10 سنوات.. انتهت حياته أمس الأول، بعدما لقى مصرعه غرقاً فى حفرة كبيرة تركها مقاول أثناء إنشائه مبنى حكومياً بالغربية.. أسرة الطفل وأقاربه نفسوا عن أوجاعهم ومأساتهم برشق المبنى بالحجارة، وحطموا سيارة إسعاف حضرت لنقل الجثة إلى مشرحة المستشفى.. المفاجأة أن طفلاً آخر تعرض للغرق فى نفس الحفرة. وألزم محافظ الغربية المقاول المسؤول بردمها إلا أنه لم ينفذ القرار حتى راح الطفل ضحية لإهمال الآخرين. المشهد الحزين سيطر على وجوه المئات من أهالى منطقة تل الحدادين بطنطا أثناء تشييع جنازة الطفل «مصطفى أيمن كمال». والدته فقدت القدرة على الكلام. وأبوه لم تتوقف دموعه لحظة عن البكاء. وإخوته تحجرت أعينهم حزناً على شقيقهم الأصغر. ويروى شهود عيان وعدد من أفراد أسرته تفاصيل حادث الغرق بشكل موجع: الطفل «مصطفى» تلميذ فى المرحلة الابتدائية. صباح يوم الحادث توجه إلى مدرسته التى تبعد أمتاراً عن المنزل لإحضار رقم الجلوس تمهيداً لأداء الامتحان، أثناء عودته شاهد مبنى كبيراً إلى جوار المنزل يتم إنشاؤه، عبارة عن مجمع الشروق الخدمى التنموى. اقترب الطفل من المبنى، شاهد حفرة كبيرة مليئة بالمياه. لم يجد ما يمنعه من الوصول إلى المياه.. لم يجد حاجزاً حديدياً للأمان، اقترب أكثر ليسقط فجأة ويرحل عن الحياة، شاهده عامل حاول إنقاذه دون فائدة، وانتهت حياة مصطفى بإهمال الآخرين. تلقت الأسرة خبر الصدمة، أصيبوا بحالة من الانهيار، لم يصدقوا وأسرعوا إلى المكان ليجدوا تجمعاً كبيراً حول الحفرة، لحظات ووصلت سيارة الإسعاف ورجال الإنقاذ نزلوا إلى الحفرة ذات العمق الذى يصل إلى 8 أمتار وعرض 10 أمتار بحثوا عن الطفل ليخرجوه جثة هامدة بعد 20 دقيقة. انهال أفراد الأسرة وأقاربهم على المبنى وسيارة الإسعاف والعمال فى المشروع بالحجارة، وودعت منطقة العمرى بجوار مخزن البلدية بتل الحدادين طنطا جثمان التلميذ. والده تحدث بصعوبة ل«المصرى اليوم» مطالباً وهو يبكى بالقصاص العادل من المسؤولين الذين تسببوا فى مصرع نجله. وقال: «لن أترك دم ابنى يذهب هدراً.
