شن المستشار مصطفى الطويل، الرئيسى الشرفى لحزب الوفد، هجوماً عنيفاً، أمس، على اللقاء المرتقب بين قيادات الوفد وجماعة الإخوان المسلمين، الذى انعقد فى الخامسة من مساء أمس، قبل مثول الجريدة للطبع، واستبعد الطويل أى تنسيق بين الطرفين بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة. يأتى اللقاء فى إطار خطة «الإخوان» للتنسيق مع الأحزاب، وسبقته لقاءات لقيادات «الجماعة» مع قيادات أحزاب التجمع والناصرى والدستورى، فيما تم تأجيل لقائها مع قيادات حزب الجبهة الديمقراطية. قال مصطفى الطويل: إن عام 1984 شهد تقارباً مصلحياً بين «الوفد» و«الجماعة»، بحيث يخوض مرشحو الجماعة الانتخابات البرلمانية، تحت عباءة الوفد، وكان من المفروض أن تشكل «الجماعة» و«الوفد» جبهة معارضة واحدة، وهو ما لم يحدث، لافتاً إلى أن «الإخوان» انفصلوا عن «الوفد» واستقلوا بتوجهاتهم بعد الانتخابات، وأوضحوا أن «الإخوان» من عادتهم أن يبحثوا عن مصالحهم فقط. ووجه الطويل انتقادات حادة للجماعة، عبر تاريخها، سواء قبل أو بعد ثورة يوليو، وقال إنها اعتادت على التحالف مع أنظمة الحكم، فقد سبق أن تحالفت قبل الثورة مع الإنجليز تارة، ومع السرايا تارة أخرى، وفى هذه الفترة لم يحدث أى تقارب بين الوفد والإخوان، وأن مصطفى النحاس كان يطالبهم بفصل الدين عن السياسة. ورفض النائب حمدى حسن، المتحدث الإعلامى باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، تصريحات الطويل، وقال: «إنها لا تصب فى مصلحة أحد، فنحن فى وقت نبحث فيه عن سبل للتوافق واتحاد القوى الوطنية فى مواجهة الحزب الوطنى، الذى تغول فى فرض سيطرته الكاملة على جميع مؤسسات الدولة». وأضاف: «إن موضوع التنسيق بشأن الانتخابات غير مطروح بالمرة»، وأوضح أن «الجماعة خلال لقاءاتها مع الأحزاب، تركز على الإيجابيات، وتتجنب نقاط الاختلاف». وقال: إن «الإخوان» لن يكونوا وفديين، ولا الوفد سيكون إخوانياً، فنحن لا نطلب الاندماج، وانما الاتفاق على الأهداف المشتركة، مشيراً إلى أن هجوم بعض قيادات الوفد على الجماعة، وجهات نظر، لا مجال للتعليق عليها أو تغييرها، وقال إن أى فصيل سياسى يتخذ موقفاً معيناً، سواء بالسلب أو الإيجاب سيتحمل مسؤوليته التاريخية.
