حققت قائمة رئيس الوزراء العراقى الأسبق إياد علاوى مفاجأة كبرى ستترك آثارها على المعادلات فى العراق بحصولها على عدد متساو من المقاعد البرلمانية مع ائتلاف رئيس الوزراء نورى المالكى، إثر فرز حوالى 80% من الأصوات، الأمر الذى قد يؤدى إلى مساومات سياسية قد تستمر شهوراً وتخلق فراغاً محفوفاً بالمخاطر فى السلطة. وتشير أرقام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى أن ائتلاف «دولة القانون» بزعامة المالكى وقائمة «العراقية» بزعامة علاوى، سيحصلان على 87 مقعدا لكل منهما من أصل 310 مقاعد، بعد فرز 79.32% من الأصوات بمراكز الاقتراع، كما يُتوقع حصول الائتلاف الوطنى العراقى، الذى يضم الأحزاب الشيعية، على حوالى 67 مقعداً، مقابل 38 مقعدا للتحالف الكردستانى. وتشير الأرقام المتوفرة إلى تقدم قائمة علاوى على قائمة المالكى بفارق 9 آلاف صوت، وبالإمكان تفسير هذه النتائج المفاجئة بأن المالكى حقق نتائج متدنية جداً فى محافظات السنة، بينما تمكن علاوى من اكتساب عدد من المقاعد فى المحافظات الشيعية حيث يحل فى المرتبة الثالثة، وإن كان بفارق كبير. ويبقى المالكى أولا فى بغداد و6محافظات جنوبية، هى بابل وكربلاء والنجف والمثنى وواسط والبصرة، فى حين حصل الائتلاف الشيعى على المرتبة الأولى فى 3 محافظات جنوبية، هى ميسان وذى قار والقادسية. ويحل «الائتلاف الوطنى العراقى» ثانيا فى 6 محافظات جنوبية، بينما تحل قائمة علاوى ثالثا، لكن بفارق شاسع عن القائمة الثانية. وفور إعلان تلك النتائج، طالب ائتلاف المالكى بإعادة عمليات الفرز، نظرا لما وصفه ب«التلاعب الواضح لصالح كتلة علاوى»، التى اعتبر تفوقها «معجزة». وقال النائب على الأديب، المرشح على قائمة المالكى، «هناك تلاعب واضح داخل المفوضية لصالح قائمة معينة»، فى إشارة إلى قائمة «العراقية»، وأضاف الأديب: «قدمنا طلبا لإعادة عمليات العد والفرز للتأكد من عدم وجود تلاعب». وفى المقابل، قال طاهر النقيب - وهو مساعد مقرب لعلاوى - إنه يتوقع أن تظهر النتائج النهائية تقدم علاوى على المالكى، حتى على الرغم من تقدم رئيس الوزراء الآن فى بغداد التى لها أكبر حصة من المقاعد فى البرلمان وعددها 68 مقعداً. وأضاف قائلاً: «النتائج متقاربة وإيجابية (لنا)، فكيف للمالكى أن يفوز علينا؟!».