«أخلص لفنه فأحبه الجمهور» هكذا كانت حياة الفنان الراحل عمر الحريري، والذي تحل ذكرى رحيله اليوم، حيث مر 12 عامًا ، والموافق 16 أكتوبر 2011 ، مشوار طويل ومسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن قدمها الفنان الراحل عمر الحريري بين الإذاعة والتليفزيون والسينما، والأداء الصوتي، وترصد «المصري اليوم» في السطور التالية محطات من حياة النجم الراحل عمر الحريري. ميريت الحريري: أفتقدك واعيش على ذكرات وستبقى في القلوب بكلمات مؤثرة تحدثت الفنانة ميريت عمر الحريري، نجلة الراحل، عن ذكرى رحيله، قائلة: «والدي الغالي، لقد مر على رحيلك 12 عام... 16 أكتوبر 2011، لقد مروا دون أن ينساك أحد، لقد كنت نعم الأب ونعم الفنان، لقد رحلت بعد أن قدمت رسالتك كأب كاملة، إنني أفتخر بأنك والدي، فقد عشت بإحترام، وربيتني على الاحترام، أفتقدك واعيش على ذكراك، وحشتني». وأضافت الفنانة «لقد رحلت بعد أن قدمت رسالتك كاملة كفنان، أحبك الناس، ولا يبقى إلا حب الناس بعد الرحيل، فأنت في قلوب وإن شاء الله ستبقى في القلوب». عشق التمثيل مبكرا.. تفاصيل بدايات عمر الحريري ولد عمر محمد صالح الحريري «عمر الحريري»، في 12 فبراير 1926، وهو نجل محمد بك الحريري، والذي كان يمتلك محطة إذاعة أهلية، لذا فالنجم الراحل يعد الطفل الوحيد في العشرينيات الذي يذاع نبأ عيد ميلاده عبر ميكرفون الإذاعة في 12 فبراير 1926. لذا كان ليس بغريب أن يدرك والد الراحل عمر الحريري، شغفه وحبه للتمثيل، وكان يأخذه معه لمشاهدة مسرح علي الكسار، و«كشكش بيه»، وكان «الحريري» يقوم بتقليد ما يشاهده أمام عائلته أسبوعيا. وانتهى الفنان عمر الحريري، من دراسة البكالوريا، ثم تلاها التحاقه بمعهد الفنون المسرحية. تخرج الفنان عمر الحريري، من المعهد العالي للتمثيل في عام 1947، ورافقه في تلك الفترة كل من شكري سرحان، نعيمة وصفي، صلاح منصور، كمال حسين، عبد الرحيم الزرقاني، فريد شوقي، حمدي غيث. منها يوسف وهبي.. مرحلة جديدة بانضمامه إلى الفرق الفنية بدأت مسيرة الفنان عمر الحريري، بالمسرح القومي، بعدد من الأعمال التي لاقت نجاحا كبيرا، والتحق بفرقة رمسيس لفرقة يوسف وهبي، والذي اكشتفه وقدمه من خلال فيلم «أولاد الشوارع» وقدم معه 30 عملاً بالفرقة المصرية للتمثيل والتي يطلق عليها «المسرح القومي» حاليا، وبدأ نجمه يلمع ليبدأ مسيرته. ورغم تداول صورة للفنان عمر الحريري، تجمع بالفنان نجيب الريحاني، من فيلم «سلامة بخير» ولكن نفت ذلك نجلته الفنانة ميريت الحريري، موضحة أنه لم يعمل أبدًا معه ولكنه يفتخر دائما أنه التحق بفرقة الفنان نجيب الريحاني. شخصيات متنوعة جسدها عمر الحريري خلال مشواره الفني مشوار طويل قدمه الفنان عمر الحريري، بين السينما والمسرح والتليفزيون، حيث كان أول ظهور سينمائي، حيث كان أول ظهور سينمائي له عام 1950 بفيلم «الأفوكاتو مديحة» مع الفنانة مديحة يسري، وتضمنت مسيرته ايضا أفلام «الوسادة الخالية»، «سكر هانم»، «الناصر صلاح الدين»، «العتبة الخضراء»، و«أم رتيبة»، وغيرها. مشوار كبير قدمه الفنان عمر الحريري أيضا في المسرح، بعدد كبير من الأعمال بينها «الواد سيد الشغال»، «شاهد ما شافش حاجة». وفي التليفزيون، قدم عدد كبير من المسلسلات، منها، «خالتي صفية والدير»، «ساكن قصادي»، «شيخ العرب همام» والذي كانت أخر أعماله، بالإضافة إلى مسلسل «عمر بن عبد العزيز»، وفوازير «ألف ليلة وليلة» في عام 1985. «الحب أساس العمل الفني».. تفاصيل موقف بين «الزعيم» و«الحريري» رسائل كثيرة أراد الفنان عمر الحريري، أن يوثقها ليوضح بها مدى أهمية الفن ورسائله، والتي تحدث عنها خلال لقاءاته التليفزيونية المختلفة، والتي أكد فيها على ضرورة ان يكون هناك حب واحترام في الأعمال الفنية. وأوضح أن العمل الفني يجب أن يُبنى على الحب ومدى الصداقة في العلاقة بين النجوم، وأن بهذا الفن يقدم مدى المودة والطيبة والاحترام المتبادل بينهم، وهو ما يجب أن يتعلمه الأجيال الجديدة من النجوم الكبار مثلما كان قديما علاقة مليئة بمشاعر الاحتواء من النجوم الكبار والاحترام والتقدير من الأجيال الجديدة للكبار. وهذا ما أكده علاقته بالنجم عادل إمام، والذي استشهد بها «الحريري» قائلاً إن بينهما علاقة محبة وصداقة استمرت معهما لسنوات طويلة، وتذكر مشهد من مسلسل «أحلام الفتى الطائر» والذي جمعهما سويا والذي كان يقتضي أن يقوما بضرب بعضهما البعض، وبعد انتهاء المشهد وجد كل منهما يجري مسرعا ليطمئن على الأخر. وجمع الفنان عمر الحريري، و«الزعيم» ثلاث أعمال منها مسلسل «أحلام الفتى الطائر»، ومسرحيتي «شاهد ما شفش حاجة»، و«الواد سيد الشغال». وقال «الحريري» إن النجاح لا يأتي من شخص عابر ليس له تأثير ولكن لابد أن يكون هناك اصرار وأن يتحول الابداع لرسالة ذات قيمة. أيضا اعتبر «الحريري» أن الفنان يؤدي دوره في عمل مسرحي هادل له قيمة ويقدم الشخصية بشكل متميز وأن تنوع المسرح بين الكوميدي والعالمي والتراجيدي كلهم في النهاية مسرح. وتحدث عن أجمل لحظات حياته التي قضاها في ليبيا، خلال السبع سنوات التي عاشها هناك، حيث قام ببناء المسرح الشعبي ووقف على تصميمه، ولكنه رفض أن يكتب المسرح الشعبي باسمه بعدما اقترح عليه البعض بذلك. بسبب «أفيش».. موقفًا بين عمر الحريري وحسين رياض البطولة الجماعية أو المطلقة، جملة تأخذ اهتماما كبيرًا لدى البعض من النجوم، ولكن للفنان عمر الحريري، كانت له رؤية أخرى، قصتها ابنته الفنانة ميريت الحريري، ل «المصري اليوم»، وهي أنه لم يكن يهتم بالبطولة المطلقة أو الجماعية، هو وأبناء جيله، حيث حدثت واقعة بسبب «أفيش» بينه والفنان الراحل حسين رياض، حيث كانا يعملان فيلم سويًا، وكل منها يصر على رأيه بأن الأخر هو من يتصدر اسم الأخر أولاً. وبالفعل كان كل منهما يرفض أن يكون هو الأول في كتابة الأفيش. - صورة أرشيفية تفاصيل جوائز حصدها عمر الحريري مشوار مليء بالأعمال الفنية المختلفة والناجحة، قدمها الفنان عمر الحريري، كلل ذلك حصوله على عدد كبير من الجوائز، من بينها درع الجماهيرية العربية الليبية، درع المملكة الأردنية الهاشمية، تكريم من تليفزيون السودان، شهادات تقدير من وزارة الهجرة والمصريين بالخارج، والمهرجان المصري usa، ودرع أكاديمية الفنون جائزة زكي طليمات، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريري عام 2004 ، وكذلك مهرجان المسرح الحر بشبرا الخيمة، ودرع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الحادي عشر، والكثير من الجوائز الاخرى، والتي تأتي تكليلا لمشواره المثمر. «أبو البنات».. زيجات في حياة عمر الحريري أبا هادئًا وحنونا، هكذا كان الفنان عمر الحريري، مع أسرته، وبناته، حيث أطلق عليه لقب «أبو البنات»، حيث تزوج ثلاث زيجات، الأولى كانت السيدة أمال السلحدار، وأنجب منها «نيفين»، والثانية السيدة نادية فؤاد باشا سلطان، وأنجب منها «ميريت»، والزيجة الثالثة للفنانة المغربية رشيدة، أثمرت عن انجاب ابنته «بريهان». لم يعرف حقيقة مرضه وحقق حلم الرحيل على المسرح.. تفاصيل اللحظات الأخيرة مسيرة ومشوار مليء بالنجاح ولكن هكذا القدر دائما والذي خبأ القدر للفنان عمر الحريري، لحظات وسطر جديد حينما أصيب بمرض السرطان، ولكنه لكبر سنه في هذا الوقت، لم يعلم حقيقة مرضه والذي صاحبه منذ عام 2007 وحتى 2011، بعدما حقق أمنيته الدائمة بأن تكون أخر أيامه وهو يقوم بالتمثيل، حينما كان يجسد دور الصعيدي في «شيخ العرب همام»، والذي كان أخر أعماله التليفزيونية، بينما حقق حلمه بأخر عروضه المسرحية التي قدمها، حينما أحس فجأة بتعب ليدخل مرحلة الغيبوبة، لتكون أخر لحظاته كما تمنى على خشبة المسرح ويرحل بعدها بمدة قليلة، ثم يرحل في هدوء حيث توفي في 16 أكتوبر 2011.
