بحثت مصر سبل تكثيف التعاون لتغطية الاحتياج المحلى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وتأهيلها لتصبح مركزاً إقليمياً لتصنيع اللقاحات، إذ تخطط الحكومة الصينية خلال الفترة القادمة، لإرسال 60 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركة «سينوفارم» الصينية، دعماً من الحكومة الصينية لتطعيم المواطنين ورفع المناعة المجتمعية ضد الفيروس ومتحوراته. وقدم الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، والقائم بعمل وزير الصحة والسكان، الشكر للجانب الصينى على دعمهم المستمر للدولة فى مختلف المجالات الصحية، خاصة فى نقل تكنولوجيا إنتاج اللقاحات محلياً، لمواجهة جائحة فيروس كورونا، مؤكدا قوة العلاقات بين القاهرة وبكين والتى تتجلى فى التعاون الاستراتيجى لمواجهة الجائحة. فى سياق متصل، أعلنت الوزارة استقبال مصر، اليوم، شحنة جديدة من لقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا، تقدر ب 2 مليون و158 ألفا و650 جرعة، من المقرر أيضًا أن تسلم الوزارة 500 ألف جرعة من اللقاحات للسلطة الفلسطينية. وقررت الوزارة خفض الفترة الزمنية المخصصة للحصول على الجرعة الثالثة التنشيطية من اللقاح لتكون 3 أشهر بدلا من 6 أشهر، لمن فوق سن ال 65 عامًا، بهدف توفير الحماية الكاملة لكبار السن والحفاظ على رفع حالتهم المناعية فى مواجهة الفيروس. وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، إن شحنة لقاح فايزر تأتى فى إطار خطة الدولة وحرصها على توفير اللقاحات بمختلف أنواعها للمواطنين، لتعزيز المناعة المجتمعية ضد الفيروس ومتحوراته، موضحًا أنه تم استهلاك نحو 67 مليونا و744 ألفا و500 جرعة أولى وثانية من اللقاحات حتى الآن، ويتبقى نحو 73 مليون جرعة متاحة فى مراكز اللقاحات. وطالب عبدالغفار المواطنين بضرورة التقديم والتسجيل لتلقى اللقاح وعدم التخلف عن الجرعة التعزيزية الثالثة، إضافة إلى التقديم للأطفال من قبل أولياء الأمور لحصولهم على اللقاح، مشيرًا إلى أن الفيروس لم يعد مقتصرًا فى إصابته على فئة عمرية محددة، وأكد أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لاتزال فعالة فى حماية المواطنين من الأعراض الشديدة. وأوضح أن الوضع الوبائى للفيروس فى مصر مستقر وليست هناك حاجة لزيادة مستشفيات العزل، لافتا إلى أن الحصول على اللقاح بشكل منتظم وجماعى يضمن تراجع الإصابات. وأشار عبد الغفار إلى أن إجمالى العدد الذى تم تسجيله فى مصر بفيروس كورونا، حتى أمس الأول، هو 465423 حالة من ضمنها 397218 حالة تم شفاؤها، و23632 وفاة، فيما ارتفع إجمالى المتعافين من الفيروس إلى 397218 حتى أمس. بدورها قالت هيئة الدواء المصرية، إنها شاركت، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، فى المناقشات، والاجتماعات الفنية التى أجرتها منظمة الصحة العالمية بشأن نقل تصنيع تلك التكنولوجيا، من خلال ممثلين عن قطاعيها الحكومى والخاص، وعُقد فى وقت سابق من هذا الشهر اجتماع تنسيقى بين هيئة الدواء المصرية وممثلى الاتحاد الأوروبى، للتعرف على الإمكانات المتوفرة فى السوق المحلية، والاحتياجات اللازمة لتصنيع لقاحات كورونا فى مصر. وقالت الهيئة إن اختيار مصر ضمن الدول الإفريقية التى ستتلقى الدعم للحصول على تكنولوجيا تصنيع اللقاحات يأتى بفضل دعم القيادة السياسية للمنظومة الصحية بشكل عام، وصناعة الدواء على وجه الخصوص، كذلك ثقة المؤسسات العالمية فى الدولة المصرية، استنادا إلى البنية التحتية التشريعية والطبية والتصنيعية التى استثمرت فيها مصر على مدار السنوات الماضية، والقادرة على استيعاب هذه التكنولوجيا، وتوظيفها بالشكل الملائم، لضمان استمرار توافر اللقاحات داخل مصر، وكذلك جهود هيئة الدواء المصرية منذ تأسيسها، كهيئة رقابية مستقلة، والخطوات الجادة والمهمة التى تتخذها فى سبيل تطوير آليات وإجراءات العمل، وتطوير البنية التحتية، وإمكانات المعامل الرقابية. وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، أن تصنيع اللقاحات فى مصر لمواجهة كورونا خطوة مهمة وحيوية تؤمن الحاضر والمستقبل، مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يأت من فراغ وليس وليد اليوم. وأضاف أن مصر تعاملت مع ملف تصنيع لقاحات كورونا بتفكير استراتيجى قومى كبير فى إطار الإحساس بتداعيات أزمة كورونا، وما شهدته من تفضيل الدول المنتجة لهذه اللقاحات وكانت الأولوية لها، متابعًا: «حتى الآن عدد سكان إفريقيا الذين حصلوا على اللقاح الكامل لا يزيد على 11%».
