انتفاضة ثقافية لإنقاذ «اتيلية الاسكندرية».. ومؤتمر عام لرفض «استرداد الفيلا» (صور)

حالة من الغضب والامتعاض، تسيطر على وجوه المثقفين والادباء في الاسكندرية، بعد صدور حكم المحكمة الدستورية العليا «أول درجة»، بانهاء العلاقة الايجارية بين ملاك الفيلا الموجود بها اتيلية الاسكندرية، وجماعة الفنانين والكتاب، وعودة الفيلا إلى ملاكها من جديد بعد نشاط تنويرى وثقافى امتد لمدة 87 عام.
وتسبب الحكم القاضى بإخلاء الاتيليه واسترداده وتسليمه إلى ملاكه، في احداث قلق لدى المثقفين والادباء والمواطنين المهتمين بالتراث على حد سواء، وهو ما اعتبروه هدم «مقنع» لأحد الأماكن التراثية والتاريخية، مطالبين وزارة الثقافة بالحفاظ عليه نظراً لقيمته التاريخية والأثرية، باعتباره قِبلة الحياة الثقافية في الاسكندرية.
الدكتور محمد رفيق خليل، رئيس مجلس ادارة الاتيلية، قال أن المجلس قرر عقد مؤتمر عام يوم 26 فبراير الجارى، لشحذ الهمم ودعوة مثقفى مصر للتضامن مع الاسكندرية واحداث موقف ضاغط على الدولة لدعم المجلس في مطلبه بوقف تنفيذ الحكم القضائى في هذا الشأن وانقاذ المبنى التنويرى الثقافى.
وأضاف «خليل»، في تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن من بيت السيناريوهات المقرر المطالبة بها خلال الانتفاضة الثقافية بالمؤتمر العام، ان تقوم الدولة بشراء المقر ويتم الابقاء عليه كاتيليه ثقافى فنى أومراجعة القانون الحالى بما يعنى الزام مجلس ادارة الاتيلية بسداد قيمة 20% من قيمة الفيلا سنوياً مع الايجار الدورى لمدة 5 سنوات، خاصة وان القانون الحالى رفض تنفيذ هذا البند على الاشخاص الاعتباريين وسمح به للاشخاص العاديين ما يعنى انه لا يتم تنفيذه على الاتيلية، ما يتطلب العودة إلى القانون القديم بتنفيذه على الاشخاص الاعتباريين لحل الازمة.
وأشار إلى أنه من المقترح أن يتم مطالبة رجال الاعمال بتبنى الأمر والتكفل بسداد قيمته لورثته باعتباره قيمة تراثية وثقافية كبيرة لمصر،مشيرا إلى أنه تم الاستئناف على الحكم الصادر.
وتابع:«لو تم تنفيذ الحكم سيكون بمثابة كارثة ثقافية على الاسكندرية بشكل خاص والحالة الادبية بشكل عام، ونتمنى ان يتم ايجاد حلول جذرية للأزمة تحول دون تسليمه للملاك والقضاء على الحياة الثقافية في الاسكندرية بعد 87 عام من التنوير خاصة وان الايتيلية هو مؤسسة ثقافية كبيرة في مصر والعالم».
وأطلق مجلس إدارة أتيلية الإسكندرية الثقافي، مبادرة ثقافية بعنوان «لا لاغتيال هرم الاسكندرية»، تزامناً مع صدور حكم أول درجة بإنهاء العلاقة الايجارية بين الأتيليه (جماعة الفنانين والكتاب) وملاك الفيلا المؤجرة وعودتها إلى أصحابها، مطالبين بتدخل رئيس الوزراء، للحفاظ على الاتيلية والإبقاء عليه أسوة بأتيليه القاهرة.
وطالب سامح صلاح الشيمى عضو مجلس الشيوخ في الاسكندرية، الدولة ممثلة في وزارة الثقافة ومثقفى مصر بالتحرك الفورى والعاجل لوقف تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا بانهاء العلاقة الايجارية بين ملاك الفيلا وجماعة الفنانين والكتاب المالكة للاتيلية، متساءلاً: هل سيتكرر سيناريو «الراية البيضاء» لأتيلية الإسكندرية المطلوب إخلائه.
واضاف:«أدعو جميع مثقفى وادباء مصر إلى التضامن مع مجلس ادارة اتيلية الاسكندرية، باعتباره أحد اهم الصروح الثقافية والفنية بالمدينة ومصر والعالم، والحفاظ عليه وانقاذه من خلال ايجاد الحلول والبدائل من قبل الدولة، مثلما الحال مع ايتليه القاهرة والذى حدث معه نفس الموقف وتم حل المشكلة والابقاء عليه كما هو لممارسة دوره التنويرى والثقافى».
وتابع «الشيمى»:«أراهن على جموع المثقفين في الاسكندرية ومصر، لانهم لن يقبلوا بضياع الأتيليه الذي يعتبر جزءاً مهما من تاريخ وثقافة مصر».