احتشد عشرات الطلاب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أمام بوابة مشرحة زينهم، بعد وصول جثة زميلهم، محمد رضا محمد عبد المحسن، الذي لقي مصرعه، الخميس، بطلق ناري في الصدر، خلال اشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن. اتهم الطلاب وزارة الداخلية بقتل زميلهم، وأن «سياسية القمع أيام اللواء حبيب العادلي، عادت من جديد»، مؤكدين أن الضحية لم يكن لدية أي انتماءات سياسية، وليس منتمي لجماعة الإخوان، ولم يكن له علاقة بالأحداث والوقائع التي شهدها الحرم الجامعي، بين قوات الأمن والطلاب المناوئين للنظام الحاكم. وأكد والد الضحية رضا محمد، الذي يعمل في مجال الأعمال الحرة، على أنه تلقى خبر وفاة نجلة عن طريق أحد أصدقائه، ولا يعرف تفاصيل ما جرى إلا بعد وصوله إلى مشرحة زينهم قبل إجراءات الدفن والتشريح، مشيرًا إلى أنه لم يستطع الجزم بالجهة التي تقف وراء قتل ابنه حتى تنتهي مراسم الدفن وتبدأ تحقيقات النيابة في القضية. وعجزت والدة الضحية عن التعبير بالكلمات، فكان صراخها يهز أرجاء المكان، بينما كانت تردد: «دا طالب في هندسة يا كفره.. حرام عليكوا.. حسبي الله ونعم الوكيل». وتحدث شقيق المجني عليه، محمود، الطالب بالثانوية العامة، ل«المصري اليوم» قائلاً إن شقيقه لم تكن له أي انتماءات سياسية، وأنه كان يحلم بأن يكون أكبر مهندس في العالم العربي، ودائمًا ما كان يشجعه على مذاكرة دروسه أول بأول للالتحاق بكليات القمة، مؤكدًا على أنه لم يعرف عنه اعتياده على الخروج في أي مسيرات أو مظاهرات على الإطلاق. واتهم إيهاب موسى، الطالب بكلية الهندسة، وزراة الداخلية بالتسبب في قتل «محمد» لأنهم قاموا بتصويب الرصاص من داخل البوابة الرئيسية للكلية تجاه الطلاب، وذلك على خلفية قيام أحد الطلاب بتصوير الأحداث والاشتباكات التي نشبت بين طلبة الإخوان وقوات الأمن، الذين ظلوا يلاحقونه حتى أبواب الكلية، ومن ثم احتى الطالب بزملائه، ما آثار غضبهم وظلوا يطلقون وابل من الرصاص الخرطوش والحي بكثافة بشكل عشوائي.