على أيام صفوت الشريف ظهر مذيع بالقناة السابعة فى برنامج «يوم صعيدى» على مدى ثلاث ساعات تقريبا مرتديا الجلباب الصعيدى، كانت مفاجأة سارة، وتلقى البرنامج سيلا من المكالمات الهاتفية إعجابا وتشجيعا. وفى أيام النائبة فايدة كامل تعرض مجلس الشعب لأغرب أزمة فى تاريخه، امتدت 45 يوماً، حين أوقعت القرعة ثلاثة من «نواب الجلابيب» ضمن وفد يمثل لجنة الثقافة والإعلام للسفر إلى المانيا بدعوة من البرلمان الألمانى. اعترض أعضاء اللجنة تحت دعوى أن سفر من يرتدون الجلباب فى مهام رسمية خارج البلاد يسىء إلى صورة مصر، خشى الدكتور سرور من استبعاد «نواب الجلابيب» واضطر إلى تأجيل سفر الوفد 45 يوماً كاملة، نجح خلالها فى افتكاس حل يرضى جميع الأطراف، اكتفى بسفر النائب «حسن بحالو» ممثلا وحيدا لأصحاب الجلابيب، وأصر بحالو على السفر بالجلباب البلدى. وكأنها ناقصة، نائب الكرفتات الحريرية مصطفى الجندى تقدم بمشروع قانون لاعتماد الجلباب البلدى زيا وطنيا يرتديه المسؤولون فى المناسبات القومية، ويرتديه الشعبيون عند دخول الأوبرا. النائب الذى لم ير مرة واحدة يرتدى جلابية فى مجلس الشعب، ولم يظهر فى برنامج تليفزيونى واحد لابس طاقية ولاسة وجلابية مدافعًا عن مزارعى القصب، تأثر بمكوثه طويلا على شاطئ النيل الأبيض فى انتظار الفيضان، هناك فارق، الزول السودانى يحرص على ارتداء الجلباب الأبيض والعمامة البيضاء والمركوب الأبيض ليكون جاهزا لدخول الجنة إذا قامت القيامة فجأة. الزى الوطنى لا يعنى بالضرورة الجلباب البلدى وإلا لكانت الجلابيب الزرقاء زيا وطنيا أيام المد الوفدى قبل الثورة، مطلوب من النائب مصطفى الجندى أن يبين لنا ما هى، إن الجلابيب تشابهت علينا، المصريون لا يلبسون جلبابا واحدا، هناك جلباب حسن حسنى الكستور المخطط بالطول ومن فوقه طاقية مخططة بالعرض تشكل مع الجلباب طاقم نوم يجلب الدفء فى ليالى الزمهرير. وهناك جلباب مندور أبوالدهب أبو كم واسع، وهناك الجلباب البحراوى أبو قطان، وهناك الجلباب الأفغانى الأبيض، تحت الركبة، بعيدًا تماما عن الأعقاب، ويل للأعقاب، ومن تحته بنطال وصندل بصباع، جلباب الإخوة الأبيض يكتسح المدينة يوم الجمعة، القانون يهيئ فرصة ذهبية لفرض جلباب الإخوة على المصريين بالقانون. وبمناسبة الإخوة وفى موقع «منتهى الحديث» يتساءلون عن جواز لبس جلباب أسود للرجال فى عامة الأوقات - دون مأتم أو غيره؟ ويجيب فقيه الموقع: لبس الجلباب هو من لباس النساء، قال تعالى: «... يدنين عليهن من جلابيبهن... » والصواب بالنسبة للرجل أن تقول الثوب، والأفضل فى ألوان الثياب البياض كما جاء فى الحديث، وأما لبس السواد المجرد فليس فيه شىء، وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم فى فتح مكة كان عليه عمامة سوداء. وفقا لمشروع القانون على وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أن يسعى جاهدا لدى بيوت الأزياء الباريسية لتصميم جلباب وطنى للمناسبات الدبلوماسية، يفضل الأبيض، أيضا ينوه عن حفلات الأوبرا بالدخول بالزى الوطنى المكون من جلباب بلدى صوف أسود بصديرى صف وطاقية «هاى بول» وعباءة برتقالية مطوية . ستختلف الجلابيب حتما حسب الدرجة الوظيفية، جلابية وكيل أول الوزارة تختلف عن جلابية المدير العام، وجلابيب الموظفين ستتدرج حسب الدرجات الوظيفية، ويسمح للموظف بشمر الجلابية إذا شرع فى العمل، ومسك ديلها فى سنانه فى نهاية الدوام.
