وجدت نفسى.. متابعاً للإثارة التى تحدث فى جميع بلاد العالم وتتحقق قمة هذه الإثارة من خلال المنافسات والتحديات، التى يقوم بها البشر لاستعراض القوة والمهارة فى الرياضة، حيث ثبت أن الرياضة هى الأولى فى تحقيق المتعة والإثارة وتأتى بعدها المنافسة فى الاقتصاد والتجارة والصناعة، وقد استغلت الشركات الكبرى هذه الحقيقة، لتحقيق أعلى الأرباح عن طريق تنظيم منافسات غير تقليدية بعيداً عن النمط الرياضى العادى مستغلين الحقيقة الكبرى، وهى أن الله سبحانه وتعالى وضع قدرات عملاقة ومواهب فذه فى البشر فى مشارق الأرض ومغاربها ليملأ الحياة بالإثارة والمتعة. لقد رأيت فى أفريقيا رجلاً يشد قطاراً ويحركه على الكوبرى، الذى يفصل بين بلدين وسط حشد جماهيرى متلهف على مشاهدة شىء مثير جديد، وتحرك القطار فعلاً للمسافة التى أعلنها هذا الرجل القوى ليعلن تفوقه وتميزه وانفراده بأداء عمل لا يستطيع غيره تحقيقه.. وتوالت بعد ذلك مهرجانات الشد والقوة فى مختلف بلاد العالم، واستمرت الشركات المنظمة لهذه المهرجانات فى الدعاية لهذه القدرات البشرية الفذه من قارة إلى قارة ومن عاصمة إلى أخرى، حتى جاء من يعلن أنه يستطيع أن يشدة باخرة تزن ملايين الأرطال، ليحركها فى الماء لمسافة 30م، واحتشد الجمهور وتعالت صرخاته إعجاباً وتشجيعاً لهذا الرجل القوى، الذى اكتشف القدرات التى وهبه الله إياها والتى استغلها فى عرض حضارى مثير، ولم يلجأ إلى استعمال قوته فى أعمال العنف والبلطجة. وإذا كانت الطائرة طراز 747 العملاقة، التى تسع لأكثر من 500 راكب وهى أكثر الطائرات وزناً على الأرض، وفى الطيران «قبل اختراع الطائرة الجديدة العام الماضى». فقد وجدت هذه الطائرة من يعلن التحدى عليها بأنه يستطيع أن يجرها على أرض المطار بمفرده، وعندما تم ذلك وسط ذهول الحاضرين توالت التحديات فى محاولة للمنافسة لتحقيق ذلك لمسافة أطول، وقد قامت موسوعة الأرقام القياسية «جينيس ريكورد» بتسجيل أسماء هؤلاء المغامرين وإنجازاتهم، ويقتصر تسجيل الاسم فى هذه الموسوعة على من يستطيع أن ينفرد بتحقيق إنجاز لا يستطيع غيره من جميع البشر تحقيقه، وتوالى هذه الموسوعة تسجيل القدرات الفذه للبشر والكائنات. كما أقيمت منافسات غير تقليدية لتحديد من هو أقوى رجل فى العالم بعيداً عن الملاكمة والمصارعة والجودو ومن خلال تحديات ثقيلة غير مدرجة فى الألعاب الأوليمبية. وطبعاً هتسألونى يا جلال، لماذ هذه القدرات العملاقة ليست موجودة عندنا، حتى أصبحنا فقط متفرجين عليها؟ وإجابتى أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر، ووضع فى كل منهم مواهب وقدرات وتركهم لاكتشاف مواهبهم من خلال منظومة الحياة كل على قدر جهده، وأوكد فى هذا السياق أن هذه القدرات، التى وهبنا الله إياها ليست لها حدود أو جنسية، وموجودة على كل شبر من الكرة الأرضية، وأتذكر دائماً عندما كنت طالباً بالمدرسة السعيدية هذا المغامر المصرى، الذى كان يصعد إلى أعلى الهرم الأكبر، ويرفع يديه على قمة الهرم ثم يعود وينزل قفزاً إلى أسفل وسط ذهول السائحين، وكان يقطع هذه المسافة صعوداً وهبوطاً فى أقل من خمس دقائق، ومن الغرائب أن هذا المغامر كان يفعل ذلك برجل واحدة فقط، ولم يتم التسويق لهذه القدرة البشرية الفذة ولم يتم تسجيله فى موسوعة الأرقام القياسية رغم أنه لم يستطع غيره تحقيق ذلك، وأصبحت قدرة هذا الرجل فى عالم النسيان، وأتذكر قدرة الفلاحة المصرية التى تحمل على رأسها «البلاص»، الذى يصل وزنه إلى 30 كجم وذلك فى توازن كامل لا يميل منها شرقاً أو غرباً حتى عند جلوسها أو قيامها مع أنها تحمل أيضاً طفلها على يديها فى نفس الوقت وتمشى مسافات طويلة. إن قدرة الفلاحة المصرية تفوق قدرة أى امرأة فى العالم ولو حاولت أى امرأة أجنبية تقليدها لانكسرت رقبتها.