وجدت نفسى.. منادياً وداعياً عام 2008 بما حمله لنا من هموم وأوجاع وانتصارات وانكسارات ليحل محله عام جديد 2009 تحلم البشرية كلها من مشارق الأرض ومغاربها بأن تحقق الطموحات والأحلام وتدخل السعادة فى نفوس البشر بمختلف جنساياتهم وأديانهم وعقائدهم. لقد شهد عام 2008 فى دورة الألعاب الأوليمبية أسطورة السباحة مارك فيلبس، الذى حطم جميع الأرقام القياسية بفوزه بثمانى ميداليات ذهبية فى السباحة. لقد أذهل هذا البطل العالم كله بإعجازه الرياضى الذى سيسجل باسمه على مدى التاريخ. إنه نموذج رائع لتألق الأداء البشرى واستثمار القدرات التى وهبها الله سبحانه وتعالى فى البشر إلى آخر مدى لإثراء البشرية. لقد أنعم الله على البشرية بهذا البطل، ليثبت أن الطموحات ليس لها حدود أو نهاية وأن إسعاد البشرية من خلال الإثارة والمتعة والتفوق والتميز لإثبات الذات والاستمتاع بالحياة.. وأستطيع أن أؤكد أن فيلبس هو نجم وأسطورة 2008 ولأعوام كثيرة مقبلة. وتتذكرون معى فى دورة الألعاب الأوليمبية بميونخ منذ أكثر من 25 عاماً، عندما فاجأ العالم مارك سبتس الأمريكى بحصوله على 7 ميداليات ذهبية فى السباحة، واستمر إعجازه عشرات السنين حتى جاء فيلبس ليضرب الرقم القياسى فى جميع سباقاته وعددها 17 سباقاً فى مدة ثلاثة أيام. وفى نفس عام 2008 وفى نفس الدورة الأوليمبية اتجهت الأنظار كلها إلى أسرع رجل فى العالم القادم من جامايكا بلونه الأسمر اللامع الذى توهج على مضمار الجرى ليفوز بسباق مائة متر وأيضاً سباق 200 متر وسباقات التتابع. إنه صاروخ الجرى والسرعة «بولت» الذى يتقدم على جميع منافسيه قبل خط النهاية، ويلتفت إلى الخلف برأسه وينظر فى ثقة بالغة إلى من يليه فى السباق وكأنه يعلن أنه لا يهمه تحطيم الرقم القياسى فى هذه الدورة. لقد شهد عام 2008 تفوق المرأة التى نجحت فى تقديم التحدى فى أروع صوره وذلك بعد اعتزال 16 سنة من فوزها بذهبية السباحة لتعود وسنها 46 عاماً وهى أم لطفلة لتفوز بالميدالية الفضية فى دورة الألعاب الأوليمبية ويسجلها التاريخ كأكبر متنافسة سناً فى هذه الدورة. إنها «داراً» القوية الرقيقة الناعمة الأم البطلة نموذج للفتاة الرياضية لعام 2008 ولأول مرة فى التاريخ يفوز سنة 2008 متسابق أسمر اللون بالمركز الأول فى سباق السيارات الشهير فورملا 1 بعد احتكار اللون الأبيض جميع سباقات السيارات فى العالم. وشهد عام 2008 معجزة الدراجات أرمسترونج الذى فاز بسبع بطولات عالمية وعشرات من السباقات الدولية ويعود بعد اعتزال عامين ليكون فى المقدمة بين متسابقى جميع الدول. إن أرمسترونج اسم لن ينسى فى عالم الدراجات. بالمناسبة أريد أن أسأل أرمسترونج عن رأيه فى مهارة أولاد البلاد الذين يركبون الدراجات ويستعملونها بتوازن رائع لنقل رغيف العيش حاملين عشرين ألف رغيف عيش على رؤوسهم يتنقلون بين دكاكين الأحياء الشعبية يقودون بيد واحدة دون أن يقع أى شىء من على رؤوسهم. إنها قدرة فذة لا يستطيع أحد فى العالم أن ينافسنا فى أدائها. بالمناسبة ألف رغيف يعنى عشرين رغيفاً فقط بلغة المهنة - كل عام وأنتم بخير وسنة جديدة سعيدة.