كل عام وأنتم بخير.. جاء رمضان هذا العام بالنسبة لى بعد شفائى من مرض مفاجئ.. واكتشفت إن أنا بعافية وماكنتش واخده بالى وفاكرة إن الصحة كده ميت فل والحقيقة إنها أى كلام.. وهذا معناه إن أنا مغرورة وواخده فى نفسى قلم من النوع الجاف الصينى اللى حبره بيقطع بعد سطرين ويخلص بعد ورقتين.. زيه زى فانوس «كرومبو» اللى ثمنه خمسة وستين جنيه وليس له أى علاقة بالفوانيس ولا برمضان.. المهم أنا خفيت وبقيت زى القرد والحمد لله على كل شىء. وجاء رمضان هذا العام ليجد المصريين كالعادة فى حالة إنسانية جميلة من التكافل والتعاطف ويبدو أن المجتمع بدأ يشعر ببعض ضئيل من الرضا والبهجة بسبب هذا السلوك الذى يتجلى وينتشر فى رمضان والذى لو تواصل ربما يحل كثيرا من مشاكل اتساع الفروق الطبقية التى نعانى منها. وجاء رمضان هذا العام وأنا فى فترة نقاهة ودلع تمنعنى من الوقوف فى المطبخ قولوا كده عشرة أيام ودى حاجة عظيمة جداً جعلتنى اتفرغ للتليفزيون وأقعد له وأنا أساسا سعيدة جداً بأن «كله على التليفزيون المصرى» وبلاها خليج وبلاها «إم. بى. سى» ودبى وأبوظبى وأبوفراس وأم فراس.. وهذا يثبت إننا كل اللى ناقصنا شوية اجتهاد فى التفكير وعقلية إدارية شاطرة جداً فى التسويق فى دماغ عالية عند عمنا أسامة الشيخ «كتر الله من أمثاله» ومن ضربات المعلمين تبعه وأتوقع أن يرتفع مستوى التليفزيون المصرى ويصبح فى موقع ريادة حقيقية وليست ريادة الهتافات واليفط والتقارير مع هذه الدماغ العالية. أول يوم يا إخوانى خبط فى وشى برنامجين واحد عمل لى علامة زرقاء وكلكيعة وواحد كان زى البلسم.. الأولانى اللى شبه أسلحة الدمار الشامل فيه واحدة ست أول مرة أشوفها، طريقة كلامها غريبة وألفاظها ومخارج حروفها شبه حجارة الشارع الأسفلتية المكسرة.. والأسئلة عنيفة وغريبة وغبية غباء يعيش شارع بحاله، ومعلوماتها العامة والخاصة ضحلة وبتتمنظر علينا بشوية كلام فارغ بيحصل فى أمريكا وأوروبا وفى آخر الحلقة تضرب لنا كلمتين طليانى.. عشان إحنا نندهش ونسأل مين دى؟ يقوم أى حد يقول لنا دى خواجاية طليانية ومذيعة مشهورة قوى فى بلاد بره؟ ويا إخوانا خلاص خلصنا من عقد الخواجات إحنا فى عقد الصينى.. الست دى اسمها «رملا» وهى أصلا لا تصلح لشغلة الإعلام من أساسة.. أول امبارح لقيتها بتسأل وزير المالية بصوتها العالى البايخ المستفز وبطريقة عدوانية سخيفة - سيادة الوزير تحب ترقص؟؟ وبالطبع السؤال ده لابد أن يوجه للسيد وزير الإعلام ومعاه تعليق منى.. ليه الست دى فى القناة الأولى بعد لميس الحديدى؟ مش مكفياك لميس الحديدى وغادة عادل والأباصيرى والشابة المخرجة المفاجأة ساندرا؟ والا احنا هنفضل برضه زى القرع نمد لبره؟؟ وليه ساندرا مفاجأة؟ كل ضيوف ساندرا ناس مشاهير ووزراء وفنانين وصحفيين.. وكلهم حصل لهم حالة من التداعى الإنسانى الرقيق.. وفوجئت بشخصيات كنت أظنها مختلفة تماما.. شاهدت دموعا حقيقية وذكريات وحنينا وصدقا شديداً وصراحة غير مسبوقة، الخلاصة وجه جديد جداً للضيف.. ليه بقى؟ السر فى ساندرا نفسها.. هى ليست إعلامية ولا مذيعة ولا تجلس أمام ضيفها بغرض إحراجه أو الحصول على اعتراف غير مسبوق «لبرنامجنا» ولا بغرض أنه يجرح فى زميل أو رئيس عمل سابق ولا بغرض أنه يقع تحت إرهاب وإلحاح عشان يعيط على أمه ولا أبوه، هى لا تريد لا التشهير ولا السباب ولا الفضائح ولا تعتبر أن الدموع مكسب ولا إنجاز إعلامى وهى شخصية تلقائية وعفوية ولا أظن أنها تلتزم بالإعداد حرفيا وهذا ليس تقليلاً من شأن الجميل «حازم الحديدى»، لكن ساندرا ببساطة تأتى بالضيف وهى تشعر تجاهه بالحب والود والتعاطف، وساعات تروح ضاربة فى دماغه سؤال مفاجئ لغويا غلط وتيجى تصلحه يطلع غلط برضه لكنه مغلف بحب وصدق وتعاطف لذلك لابد أن يقابل من الضيف بكل الصدق والضيف يبعبع ويقول، وتجربته الإنسانية تظهر رقيقة وراقية وإحنا نسعد ونحب البرنامج وساندرا وضيوفها والدنيا تبقى لذيذة جدا. ليه بقى نستورد ونشترى برنامج الست «رولا جنح» وهو من نوعية قلع الهدوم وصراع الديوك والصراخ غير المفهوم وإحنا عندنا المحلى الإنسانى الجميل يا سيادة الوزير؟؟.. كل سنة وإنت طيب «الثواب» فى رمضان غير أى شهر وسيادتك سيد العارفين.