خرجت علينا جريدة «المصرى اليوم» الغراء فى عدد 3 أغسطس الماضى بخبر مفرح تحت عنوان «انبهار ألمانى بمشروع (الجيزة) لفصل القمامة من منابعها: أخضر للأكل وأسود للزبالة»، والعنوان يحوى بالطبع مختصر الخبر الذى أبرز أن مجموعة من الخبراء الألمان زاروا الأحياء التى نفذت مشروع فصل القمامة فى محافظة الجيزة.. وأجروا حوارات مع المواطنين الذين أكدوا نجاح التجربة.. وقرروا تخصيص منحة لهيئة النظافة والتجميل فى المحافظة. وطبعاً احتوى الخبر على الديباجة التقليدية من نوعية «أعلن المهندس سيد عبدالعزيز، محافظ الجيزة»، و«قال أحمد نصار، رئيس هيئة النظافة والتجميل»، ولكن ما لم يشر إليه هذا الخبر هو المشروع الآخر الرائد لمحافظة الجيزة «مشروع نشر القمامة فى منابعها»، حيث يقوم المشروع على نشر مراكز جمع وفرز القمامة جهارا نهارا فى أحياء المحافظة الراقية وشوارعها الرئيسية «فما بالنا بالأحياء الفقيرة والشوارع الجانبية».. وما عليك إلا التجول فى شوارع شهاب وجامعة الدول والدقى يومياً قبل الحادية عشرة صباحاً وطوال اليوم فى شوارع السودان وأحمد عرابى والنيل الأبيض، وتلك المتفرعة من شهاب وبين السرايات وبجوار سور كلية الطب الطبيعى وشارع امتداد 26 يوليو فى ميدان لبنان «فى الاتجاه إلى الزمالك» الذى حولته هيئة نظافة الجيزة فى أوله جهة ميدان لبنان إلى مركز إقليمى لتجميع وفرز القمامة، وفى آخره جهة شارع وادى النيل إلى مركز قومى لتجميع مخلفات البناء وموقف لعربات النقل وعربات الكارو فى منطقة حيوية وذات كثافة مرورية عالية، وحيث إن كل الأماكن المشار إليها حيوية ويصعب التنقل داخل المحافظة دون المرور بها، كما يعد أغلبها مراكز للسياحة العربية فى المحافظة، فأغلب الظن أن يكون هذا المشروع بإشراف رئيس هيئة النظافة شخصياً، وهو ما يثير الشك، أن يكون ذلك جزءاً من الخطة الخمسية لخفض عدد سكان الجيزة عن طريق نشر بؤر التلوث والعدوى، وخاصة أننا فى موسم الضربة الثلاثية «أنفلونزا الطيور- أنفلونزا الخنازير- الطاعون» فلو نجا المواطن المكير من واحدة لن ينجو من الأخرى.. تحية إلى قيادات المحافظة على الفكر الجديد البناء المبهر للمصريين والألمان و«إن كانت رائحته للأسف.. كريهة»!! دكتور مهندس - لبنى عبدالعزيز أحمد ميدان لبنان - المهندسين [email protected]