«أروح العمرة وأطهر نفسى من الذنوب، وبعدين أموت مش مهم لأنى سأنال (الشهادة)».. بهذا المنطق قرر العديد من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من الطبقة المتوسطة السفر إلى الأراضى السعودية لأداء الحج والعمرة رغم توصية أساتذة الطب ورجال الدين بتأجيل رحلات الحج والعمرة لهم هذا العام خوفاً من إصابتهم بفيروس أنفلونزا الخنازير، وأكد علماء الدين أن من سيقبل منهم على السفر لأداء حج أو عمرة سيلقى بنفسه فى التهلكة ولن ينال الشهادة. قال محمد عبدالحافظ «62 سنة»: «أخشى من إصدار فتوى تمنع الحج والعمرة هذا العام بسبب فيروس أنفلونزا الخنازير، فأنا أدخر ثمن نفقات الحج منذ 12 سنة من راتبى الصغير، بعدما فقدت الأمل فى الحج عن طريق القرعة»، وأضاف: «مهما نصحنى الأطباء بتأجيل الحج هذا العام لإصابتى بمرض السكر، فلن أستمع إليهم لأن حلم عمرى زيارة بيت الله الحرام، وياريتنى أموت فى الأراضى الطاهرة، هو حد يطول». «أروح العمرة وأطهر نفسى من الذنوب وبعدين أموت مش مهم».. هكذا عبر محمود عبدالله عن رفضه تأجيل العمرة، وقال: «تمنيت العمرة منذ سنوات طويلة، إلى أن حصلت على التأشيرة هذا العام وسأتبع الإجراءات الوقائية، ولو مت أكون طهرت نفسى من الذنوب وسأنال الشهادة». وقالت فاطمة حسين، موظفة: «لا أتصور الكعبة دون زوار، وفيروس أنفلونزا الخنازير انتشر فى العالم أجمع، وإذا كان لن يصيبنى فى السعودية فسيصيبنى فى مصر، وبدلاً من التفكير فى منع الحج والعمرة هذا العام، فمن باب أولى يغلقون الأبواب أمام الأجانب فى الموانئ والمطارات والحاملين للفيروس الذين ينقلونه إلينا». الدكتور عبدالمعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أكد أن من يعتبر موته فى الأراضى الحجازية بسبب إصابته بفيروس أنفلونزا الخنازير شهادة، فهو أحمق وليس واعياً بالإسلام ولديه ثقافة جمود فقهى. ودعا بيومى المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن، إلى تأجيل الحج والعمرة هذا العام، بسبب انتشار الفيروس وأن يدفعوا نفقات العمرة فى عمل خيرى، مشيراً إلى أن ثواب العمرة يقتصر على أداء المناسك، بينما ثواب الصدقة الجارية يمتد إليه طوال حياته ويرجع إليه فى آخرته. وقال الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل أول وزارة الأوقاف لشؤون الدعوى: «إن الزعم بأن الذى يموت بمرض أنفلونزا الخنازير فى الأراضى الحجارية، أثناء الحج أو العمرة، يكون شهيداً ليس فى محله، موضحاً أن الشهادة الأخروية لا تكون لمن مات فى حادث مفجع أو مرض شديد ولا يعنى طمع المسلم فى نيل الشهادة أن يرمى بنفسه إلى التهلكة.