دعا علماء مسلمون إلى اتخاذ قرار بتأجيل الحج هذا العام وقصره على أهل المملكة السعودية فقط، وقالوا إن (توصية) منظمة الصحة العالمية الصادرة أمس الأول بتأجيل الحج لكبار السن، أقل مما يقتضيه الشرع، مؤكدين أن الإسلام أوسع يسرا من هذا القرار، فى حين رأى البعض أن كبار السن عليهم التقدم للحج فإن تم الرفض سينالون الأجر. وأحدثت توصية منظمة الصحة العالمية بمنع كبار السن فوق ال 65 عاما، والأطفال أقل من 12 عاما ومرضى الأمراض المزمنة، من الحج هذا العام، ردود فعل متباينة داخل الأوساط الدينية فى مصر، فرأى الدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية، إن من ينوى الحج من الفئات (الممنوعة) عليه التقدم لأى شركة (إن كان مستطيعا ماديا)، فإن تم رفض طلبه سوف يفوز بأجر الحج لأنه منع من أدائه (الإحصار الشرعى). ولفت الشيخ إلى أن (النية) يجب أن يرافقها (العمل)، وهو هنا التقدم لإحدى شركات السياحة، خاصة أن (حج القرعة) انتهى، وأكد أن (الممنوع من الحج) أن مر عام ووافته المنية، ستكتب له (حج)، ولكن وفق الشرط السابق. فى حين طالب الدكتور عبدالمعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية بتأجيل الحج هذا العام على أساس أن «الإسلام أوسع يسرا من هذا القرار وأكثر حرصا على الإنسان»، مشيرا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها»، وقال بيومى إن مجرد (السماع)، يعد دعوة لمنع دخول البلد، وليست توافر أرقام ودلائل صحيحة. وطالب بيومى بأن يقتصر الحج هذا العام على أهل مكة فقط، لإحياء الشعيرة الدينية وتخفيف الزحام، وحفظ النفس الذى يعد من المقاصد الإسلامية. واتفقت الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية سابقا بالأزهر، مع الرأى السابق، وقالت إن الأوجب تأجيل أو إلغاء الحج، لفقدان شروط الاستطاعة، حيث ورد فى قوله تعالى: «ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا»، وأضافت د.سعاد «للأسف فإن رجال الصحة ليست عندهم الشجاعة الكاملة لاتخاذ مثل هذا القرار، فضلا عن تدخل «بيزنس» الحج فى هذه القضية. وتساءلت: كيف يتم التوفيق بين فتوى مفتى السعودية بعدم دخول البلد التى بها وباء، وإقامة الحج هذا العام، مع الإعلان عن حالات عديدة من الإصابات بفيروس إنفلونزا الخنازير؟ وقالت إن الإسلام كان رحيما بالناس إلى أبعد حد، وأمر بعدم القاء النفس فى التهلكة، مشيرة إلى أن تقسيم الحجاج إلى فئات يتعارض مع مشيئة الله، ووصفت توصية منظمة الصحة العالمية وصمت المجامع الفقهية بأنه «تخاذل» فى إعلان كلمة الحق وقالت: «لسنا أقل من تركيا وتونس، اللتين أعلنتا التأجيل»، لكن «البيزنس هو السبب»! وكان شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى، ومفتى الجمهورية الدكتور على جمعة، قد أعلنا، أن ألقيا بأمر التأجيل أو الإلغاء فى «ملعب» الصحة، وقالا إن عليها اتخاذ القرار المناسب، فما كان من الصحة إلا أن أصدرت مجرد «توصية» بمنع الفئات السابق ذكرها من الحج هذا العام، ليقع الناس فى مزيد من الحيرة. فى نفس السياق أكد محمد توفيق، مدير المؤسسة القومية للحج والعمرة بوزارة التضامن الاجتماعى، التزام الجمعيات الأهلية الفائزة بقرعة الحج لهذا العام بأى قرارات تصدرها منظمة الصحة العالمية، وقال: «ما فيش أى تأشيرة هتخرج إلا بالشهادة الصحية». ونفى توفيق اعتذار بعض الفائزين فى قرعة حج الجمعيات الأهلية عن أداء مناسك الحج بعد الإعلان عن وفاة أول عائدة من العمرة مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير. من جهته أكد الدكنور حاتم الجبلى وزير الصحة إن الفحص الخارجى للوافدين فى المطارات له مدة محددة، ومن الممكن إلغاؤه عند الانتشار الداخلى للمرض. وأن هذه التوصيات مناسبة للمرحلة الحالية، وسيتم تحويلها إلى قرارات ملزمة للكشف على المسافرين قبل رحلات الحج والعمرة واستبعاد الفئات التى تزداد خطورة سفرها. وأكد الجبلى أن اللقاح المعالج لفيروس (اتش 1 ان 1) المعروف بإنفلونزا الخنازير سيواجه نقصا فى الإنتاج العالمى عند إنتاجه، حيث إنه من المتوقع توفير 900 مليون جرعة فقط، وهو ما يمثل 1/6 الاحتياج العالمى صعوبة تطعيم المواطنين ضد الإنفلونزا قبل سفرهم لنقص الكميات المتوافرة.