قال الرئيس محمد مرسي إن الولاياتالمتحدةالأمريكية في حاجة لإصلاح علاقاتها مع العالم العربي، وإحياء تحالفها مع مصر، فضلاً عن المساعدة فى إقامة دولة فلسطينية، إذا كانت تأمل في التغلب على كل عقود الغضب المكبوت تجاهها، معتبرا أن القاهرة لن تكون معادية للغرب ولا «تابعة» له مثلما كانت فى عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وأضاف مرسي، فى مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أجراها في مكتبه، قبيل زيارته المرتقبة لنيويورك، لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، فجر الثلاثاء، قائلاً: «إذا كانت واشنطن تطالب مصر باحترام اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، فإن عليها أن تفي بالتزاماتها في المعاهدة بإقامة حكم ذاتي للفلسطينيين، واحترام تاريخ وثقافة العرب، حتى إذا تعارضت مع قيم الغرب». وفي سؤال للصحيفة عن الإطاحة بجنرالات المجلس العسكري، أوائل أغسطس الماضي، أشار المترجم إلى أن الجنرالات قرروا مغادرة السياسة، قاطعه مرسي سريعاً، وقال: «لا، لا، لم يكونوا هم من قرروا ذلك»، في محاولة لإظهار أنه قراره، وأضاف: «إنها إرادة الشعب المصري عبر الرئيس المنتخب، أليس كذلك». وتابع مرسي: «رئيس جمهورية مصر العربية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونحن نتصرف وفقا لاختيار الشعب وإرادته، وليس شيئا آخر»، مؤكدا أن «مصر الآن دولة مدنية حقيقية، وليست دينية أو عسكرية، لكنها ديمقراطية حرة دستورية قانونية وحديثة». وفيما يخص علاقته بجماعة الإخوان المسلمين قال مرسي «لقد نشأت مع الإخوان، وتعلمت السياسة وكيفية حبي لبلدي في ظل وجودي بالجماعة»، مضيفاً أنه لا يرى أي صراع على الإطلاق بين ولائه لها، وتعهده بأن يكون رئيسا لكل المصريين بمن فيهم الأقباط، وهؤلاء الذين لديهم وجهات نظر أكثر علمانية، وقال: «أؤكد استقلالي من خلال اتخاذ الأفعال الصحيحة لبلدي، فإذا رأيت شيئاً جيداً من جماعة الإخوان المسلمين سأضعه في الاعتبار، وإذا رأيت شيئاً أفضل في الوفد سأضعه في اعتباري أيضاً». وفى رده على سؤال الصحيفة عما إذا كان يعتبر الولاياتالمتحدة حليفاً، قال مرسي إن «هذا يعتمد على مفهومكم للكلمة»، وأضاف: «لكنني أتصور أن البلدين صديقان حقيقيان». وأضاف أن على أمريكا أن تعي أن مصر لن تكون معادية للغرب، كما أنها لن تكون تابعة له، مثلما كانت في عهد الرئيس السابق، لافتاً إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة اشترت بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين الشعور بالغضب، إن لم يكن الكراهية، من جانب شعوب المنطقة، وبتأييدها الحكومات الديكتاتورية على حساب المعارضة الشعبية، فضلاً عن تأييدها إسرائيل على حساب الفلسطينيين. ورداً على تصريحاته السابقة بشأن عدم أحقية المرأة أو المسيحيين في الترشح للرئاسة، قال: «نحن نتحدث عن قيم ومعتقدات وثقافات وتاريخ وواقع»، مشيراً إلى أن هذه المسألة متروكة لحكم علماء الدين المسلمين وليس له. وأضاف: «لن أمنع امرأة من الترشح للرئاسة، فهذا ليس في الدستور ولا القانون، لكن إذا سألتني عما إذا كنت سأصوت لها أم لا، فهذا شىء آخر ومختلف». ورفض الرئيس خلال المقابلة التي استمرت 90 دقيقة اتهامات البيت الأبيض له بعدم التحرك السريع لإدانة المتظاهرين الذين تسلقوا سور السفارة الأمريكية وحرقوا العلم الأمريكي، قائلاً: «لقد اتخذنا الوقت الكافي للرد، لتجنب رد فعل متفجر، وتعاملنا بشكل حاسم مع العناصر العنيفة القليلة بين المتظاهرين». وأشاد مرسي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما لتحركه «السريع والحاسم» لدعم ثورات الربيع العربي. واختتمت الصحيفة حوارها مع الرئيس بالحديث عن سنوات دراسته بالولاياتالمتحدة، لافتة إلى أنه عندما قال المترجم إنه تعلم الكثير من أمريكا، سارعه بالتوضيح «علمياً فقط»، حيث انتقد مرسي الأعراف الغربية التي تتعامل بشكل أكثر مرونة مع الجنس والعيش خارج إطار الزواج. وأكدت الصحيفة نقلاً عن مساعدين لكل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومرسي أن الأخير سعى في البداية للقاء نظيره الأمريكي في البيت الأبيض خلال زيارته للولايات المتحدة هذا الأسبوع، لكنه لقي استقبالا فاتراً.