الطريق إلى عزبة إسرائيل فى فيصل ربما يكون أصعب من الوصول إلى إسرائيل نفسها، فهى متفرعة من عدة شوارع رئيسية وجانبية، كما أن اسمها الذى يرفضه سكانها يزيد من صعوبة الوصول إليها. كانت عزبة إسرائيل وأصبحت «المنشأة الجديدة».. هكذا تغير اسم المنطقة لكن لايزال الاسم القديم يتردد بين حين وآخر، لكنك عندما تسأل أحد سكان المنطقة عن كيفية الوصول إلى عزبة إسرائيل، يبادرك بقوله: مفيش حاجة فى مصر اسمها كدا لكن فيه عزبة جبريل تحب تروحها.. ويقول آخر: إسرائيل إيه بس الله يخرب بيتك.. ويقول ثالث: دى بعيدة أوى أنا هوصفلك. على أبواب «عزبة إسرائيل» ترى لافتات لمحال تحمل أسماء «القدس» و«الحرمين» و«الأقصى»، وعلى جدران العقارات لافتات أخرى مكتوب عليها: «لبيك يا أقصى».. وهكذا تمتلئ شوارع العزبة بلافتات تحمل شعاراتها عبارات تضامن مع القضية الفلسطينية. منذ قرابة 40 عاما، تم إطلاق اسم عزبة إسرائيل على المنطقة، الجيل الجديد يرفض الاعتراف بهذا الاسم وينكره أحيانا لأنه غير مسجل فى الأوراق الرسمية، ومنهم صاحب أحد المحال فى المنطقة –وهو رجل ملتح: «مفيش حاجة اسمها عزبة إسرائيل إحنا المنشية الجديدة الكلام دا خلص خلاص. وبينما لم ينكر حسن خليل –أحد السكان- هذا الاسم فإنه أكد أنه لا ينطبق على سكانه: «أيوه اسمها كده.. والاسم ده له حكاية.. قالنا عليها الجيل القديم من سكان المنطقة، ويرجع إلى وجود فئة من السكان القدامى كانت غاوية مشاكل عشان كده سموا المنطقة بعزبة إسرائيل، لكن احنا دلوقتى سكان شارع ابن سينا فى المنشية الجديدة بنحب بعض ومسالمين جدا وملناش علاقة بالإسم القديم إحنا دلوقتى عايشين فى سلام». وبصفته من أقدم سكان المنطقة يروى الحاج إبراهيم عبدالوهاب سر تسمية العزبة بهذا الاسم الذى وصفه أيضا بالقديم: «زمان كانت المنطقة دى زراعية وكان سكانها صعايدة من مختلف مدن الصعيد، وكان أيام حرب الاستنزاف العائلات بتتنازع كتير على الأراضى وكانت المشاكل كتيرة، وكان بينهم راجل إسمه الحاج عبدالمنعم من محافظة قنا وفى مرة قال: هو انتوا إسرائيليين ولا إيه؟ مشاكلكم كتيرة زيهم وبتتخانقوا على الأرض زيهم مش كفاية هما بيحاربونا كمان انتوا بتحاربوا بعض؟!».