أثار رفض حماس للمبادرة المصرية ضجة كبيرة في الأوساط السياسية وأصبحت هناك آراء متباينة بين مؤيد ومعارض ولكن أجمعت الآراء أن رفض حماس ليس بالطبيعي فهناك من يدعم هذا الرفض ممن لهم مصلحة في إضعاف الدور المصري ليحل محله أطراف أخري تبحث عن دور لها وهناك من يريد أن تعود مصر كما كانت من قبل رائدة في الوطن العربي. يقول محمد أبو سمرة الجهادي السابق إن أسباب رفض حماس للمبادرة المصريه دليل علي أن حماس تيار سياسي ناضج ويحترم شعبيته ووضعه السياسي لأنه كان من العيب الشديد بل وفشل الدبلوماسية المصرية وتعاملها باستكبار واستعلاء مع حماس حيث قامت بعمل المبادرة دون عرضها علي حماس صاحبة الشأن أو الجهاد الاسلامي فهم الفريقان المسيطران علي غزة وأرادت ان تلزم حماس، مما وضع الحكومة المصرية في مأزق حقيقي والدليل علي ذلك تأجيل زيارة جون كيري لمصر وإعلان الكنيست الاسرائيلي ذلك حيث قالت اسرائيل إن مصر غررت بها وموقفها أصبح سيئ برفض حماس وأن موقف حماس أصبح الاقوي أمام الجميع وهذا ما أرادته حماس فقد فاجئت العالم بقوة موقفها بل وتسليحها. وأضاف أبو سمرة أن حماس حققت انتصاراً اعلامياً أيضاً بظهورها أمام العالم وتفوقها عسكريا بعد اطلاقها العديد من الصواريخ على اسرائيل فقد قامت بما لم يقدر ان يقوم به احد علي مدار الصراع العربي الاسرائيلي بوصولها الي مناطق لم يتم الوصول لها من قبل والتطور التكنولوجي في السلاح بوجود طائرات بدون طيار تقوم بالتصوير وتعود سالمة وهذا أيضا من الاسباب التي قوت قلبها فهي تتحدث الآن من مصدر قوة. أما عن رفض حماس للمبادرة المصرية وترحيبها بالوساطة القطرية والتركية يقول أبو سمرة إن هذا غير منطقي فمصر لا بديل لها في تبني القضية الفلسطينية ولكن حماس ترى أن مصر تتعامل مع خصم وليس طرف معتدى عليه من قبل العدو الصهيوني فوجدت حماس أن مصر ليست شريك نزيه بفرضها المبادرة ببنود غير منصفة فهناك فرق بين الفرض والعرض فحماس ترفض هذا الفرض المجحف وتريد تعديل المبادرة وسوف تعدل شاءت مصر أم ابت. وأكد ان من ضمن هذه الشروط هو فتح المعابر بصفة دائمة والسماح بدخول الادوية والاغذية في أي وقت وغيرها من الشروط التي تضمن الآدمية لهذا الشعب. ويقول سمرة إن هناك من يخلط بين احراج السلطة الحاكمة والجيش ولكن يجب أن نفرق بين الاثنين فالاختلاف هنا مع السلطة الحاكمة وقراراتها غير المسؤلة التي أدت إلى إحراج مصر أمام العالم أما بالنسبة لقطروتركيا فهذا كارت أخير ستلعب به حماس ان لم تحقق مصر ماتريده حماس. ويختلف معه في الراي اللواء فؤاد علام الخبير الاسترتيجي في أن حماس تلعب بالنار ومتصورة انها تقوم بإحراج مصر وإحداث وقيعة بين الشعب المصري أو الحكومة المصرية والشعب الفلسطيني فهذه المبادرة تحصيل حاصل وبرفضهم لها هم الخاسرون وهم من سيدفعون الثمن وهذه المبادرة لا تختلف كثيرا عن التي كانو يصفقون لها ايام الرئيس الاسبق مرسي ولكن المسألة لديهم هي مسألة قرار سياسي متصورين أن في هذا إحراج لمصر ولكن هذا ليس له قيمة فمصر لن تتخلي عن القضية الفلسطينية وحماس إذا استمرت علي هذا المنوال الذي هو ضد المنطق وضد المعقول فسوف يكون مصيرها مثل مصير الإخوان لان في النهاية الضحية هو شعب غزة، ومصر ترفض أي مزايدة علي حجم دورها في القضية الفلسطينية فالكل يعلم أن مصر مفتاح نجاح الوساطة الرامية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس على الرغم من رفض الحركة الإسلامية من أجل إنهاء القتال وأن السيسي هو الشخصية الوحيدة التي يمكنها تسيير دفة الأمور باتجاه وضع نهاية للقتال والكل يعلم أن المصريين وحدهم هم من لديهم دورا حاسما في وساطة تفضي إلى وقف إطلاق النار ولا أعتقد أن أي أحد بإمكانه القيام بهذا سوى مصر ولا أعتقد أنها تريد مواجهة طويلة الأمد مع أن القضية الفلسطينية معقدة نظراً للعلاقات المتشابكة بين حماس واسرائيل وأطراف دولية عدة على رأسها تركياوقطر، وأنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الجانب المصري له اليد العليا في القضية ويتمتع بمصداقية عالية في الأوساط الغربية ومن ثم لن يكون أمام حماس سوى الرضوخ لرؤية مصر لتهدئة الوضع. ويقول د عمار علي حسن محلل سياسي أن رفض حماس المبادرة المصرية دون الأخذ في الاعتبار سقوط آلاف المدنيين الفلسطينيين بين قتلى وجرحى اثار استغراب الكثيرين وأوعز أن قطروتركيا تخشيان العودة القوية لمصر على الساحة الاقليمية بعد تراجع دورها عقب الربيع العربي وسيطرة جماعة الإخوان على الحكم في مصر. ويضيف حسن أن هذا يفسر الزيارة غير المعلنة لأمير قطر إلى تركيا في ساعة متاخرة ولقاءه الرئيس التركي ثم رئيس الوزراء كما يرجح أن يكون محور اللقاءين المبادرة التي تسعى قطروتركيا إلى إطلاقها لتكون بديلة عن المبادرة المصرية وسط غياب فرص نجاحها في ظل التفاف عربي ودولي حول المبادرة المصرية وقال حسن إن من يقول إن مصر أحرجتها حماس فهذا قول مغلوط لأن مصر دورها رائد ولا احد يستطيع ان يستقطب هذا الدور،وأكد أن المبادرة المصرية محسوبة وبها كثير من التوازن وانها خطوة لابد ان يعقبها خطوات أخرى لحل الأزمة بشكل جذري.