أثار قرار إبلاغ حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رفضها الرسمي للمبادرة المصرية المتمثلة في وقف إطلاق النار على قطاع غزة حفيظة البعض، خاصة أن الحركة ذاتها تسعى لوساطة تركية وقطرية. خبراء أكدوا أن رفض الحركة الفلسطينية يرجع إلى امتدادها الإخواني والذي يرفض ما حدث مع الرئيس المعزول، فضلًا عن كون المبادرة موجهة إلى الفصائل بشكل عام، فيما رأ آخرون أن الفلسطينيين لهم تحفظ على المبادرة لأن إسرائيل هي التي بدأت بالعدوان على غزة. الدكتور حسن علي، المترجم الإعلامي السابق للغة العبرية بمؤسسة الرئاسة، أوضح في تصريحات ل""الوطن"، أن رفض حركة "حماس" للمباردة المصرية المتمثلة في وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي؛ يأتي لسببين، الأول هو الامتداد الإخواني لحماس ورفضها لما حدث مع الرئيس المعزول محمد مرسي منذ عام تقريبًا. وأرجع "علي" الذى كان يشغل مدير عام شبكة الإذاعات الموجهة، سبب الرفض الثاني إلى أن حماس ترفض تمامًا المبادرة المصرية لأنها موجهة للفصائل الفلسطينية بوجه عام، خاصة وأن الإدارة المصرية ترى أنها ليست هي الفصيل الوحيد الذي يقصف الجانب الإسرائيلي في عمقه بالصواريخ. وتابع: "حماس تريد أن تتمسك بشكل المخاطبة الرسمية من قبل الإدارة المصرية لها". في حين، رأى الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن الهدف من توجه حماس لتركياوقطر هو توسيع نطاق الوساطة التي دخلت فيها مؤخرًا تونس، بهدف الضغط الإقليمي على مصر لتغيير بعض البنود في مبادرتها المقدمة من أجل حل الأزمة الحالية. وأشار فهمي إلى أن مصر تتعامل مع موقف إقليمي ودولي، موضحًا أن قطروتركيا سيعملان وفق المبادرة المصرية المطروحة حاليًا. كما أرجع الدكتور منصور عبدالوهاب، المترجم السياسي السابق للغة العبرية بمؤسسة الرئاسة، الوضع الحالي في قطاع غزة الفلسطيني إلى أن حركة حماس أعادت حالة الحرب لتخرج من المأزق الذي وقعت فيه، حيث أنها أيقنت أنها تفقد مصداقيتها في الوطن العربي، كما أن المصالحة مع حركة فتح لم تكن في مصلحتها لأنها أخرجتها من على الساحة السياسية الفلسطينية. وأضاف "عبدالوهاب": "حماس هي من خطفت الثلاثة مستوطنين وقتلتهم، وهي تعلم جيدًا أن هذا التصرف سيزيد من إراقة الدماء في قطاع غزة، وإسرائيل هي الأخرى كانت في مأزق وما فعلته حماس يعطى طريقًا ممهدًا للولايات المتحدةالأمريكية بعد فشل المفاوضات الأخيرة مع السلطة الفلسطينية، وتظهر للرأي العام العالمي أن الفلسطينيين هم السبب". واستطرد قائلا: "هناك تلاقي مصالح بين حماس وإسرائيل وتركيا على حساب جثث الشعب الفلسطيني، كما أن علاقة حماس بقطروتركيا تهدف إلى عدم رجوع دور مصر الإقليمي فى عهد السيسي، وهناك أقصى درجات التعاون بين إسرائيل وحماس التي تريد الرجوع إلى الساحة السياسية بأي ثمن". وأوضح أن حماس تريد أن تسبب إحراج لمصر وأن تضرب دورها الذي يعود بقوة في المنطقة وتقوية حليفتيها تركياوقطر. واختلفت الدكتورة نعيمة أبومصطفى، الباحثة الفلسطينية بالشأن الإسرائيلي، مع الآراء السابقة حيث رأت أن الفلسطينيين لهم تحفظ على المبادرة المصرية، لأن إسرائيل هي التى بدأت بالعدوان وليس فصائل المقاومة، خاصة فيما يتعلق بنزع السلاح، والذي اعتبرته أمرًا مستحيلًا، وبعيدًا عن الواقع. وأضافت "أبومصطفى": "مصر قدمت المبادرة مع الجانب الإسرائيلي وليس الفصائل التي لها الكلمة الآن في قطاع غزة". الأخبار المتعلقة: أسامة منير منتقدا شروط حماس في "المبادرة": ماتيجوا تاخدوا ميدان التحرير بالمرة سيف اليزل: "حماس" ترفض المبادرة المصرية بإملاءات من قطروتركيا رسميا .. "حماس" تبلغ مصر بتعديلاتها على مبادرة التهدئة