كافة أنواع البشر في المعمورة يدركون أن أغلي شىء في الوجود هو الوقت اللحظة التي تمضي لا تعود ابدا ولا يمكن شراؤها فالمدن التي تدمرها الحروب يمكن اعادة بنائها والأموال التي تضيع يمكن تعويضها ومعظم الخسائر المادية يمكن تعويضها أما عقاربب الساعة لا يمكن أن تعود الي الوراء ولا يمكن لبشر استعادة لحظة هناء واحدة مهما دفع في دلك من اموال. أما آالة العودة بالزمن فهي توجد في الأفلام السينمائية الخيالية ومعظم الأشياء في الوجود يمكن تعويضها أو ايجاد بدائل لها ما عدا الوقت. ورغم دلك كله فان ثقافتنا المصرية تحمل في طياتها فيروس اهدار الوقت وعدم تقدير قيمته الثمينة وبالتالي عدم احترام التوقيت وعلي سبيل المثال، فالصانع المصري يهدر الوقت دائما وبدلا من نهو العمل في أيام يستغرق في نهوه شهور والبعض أحيانا يترك العمل قبل الانتهاء منه ويهرب ولا عقاب ينتظره لأنه لا يوجد قوانين رادعة في هدا الشأن وبعض الموظفين يماطل في انهاء العمل المنوط به ويهدر وقت المتعاملين معه ومقولة "فوت علينا بكرة يا سيد" الشهيرة للجميع وحتي الاجتماعات سواء كانت الوظيفية أو غيرها لا تتم في مواعيدها المحددة بل دائما تتأخر بالساعات وتضيع الوقت في مناقشات بيزنطية وكأن الوقت ليس له أي قيمة . وحتي المؤتمرات سواء الخاصة أو العامة لا تتم أيضا في مواعيدها المحددة مسبقا ويستمر اهدار الوقت هدا بخلاف الانتقال من مكان الي آخر سواء بالمواصلات العامة أو الخاصة فالمسافة التي وقتها الافتراضي دقائق تستغرق ساعات ولا يهتم احد باهدار الوقت ناهيك عن الخسائر المادية والنفسية والصحية نتيجة لتكدس المرور في الميادين والشوارع والطرق الرئيسية والطرق الفرعية وكأن هدا الوقت لا ثمن له لدي الشعب المصري . أيضا التأخير في قيام القطارات وبالتالي عدم وصولها في الأوقات المحددة لها هو اهدار للوقت ويتسبب في خسائر جسيمة للجميع كدلك التأخيرفي قيام رحلات الطيران مما يتسبب في خسائر فادحة للمسافرين وخصوصا رجال الأعمال واصحاب المصالح . وهناك امثلة كثيرة ومتنوعة في المجتمع المصري توضح عدم تقديرلقيمة الوقت وبالتالي عدم احترام المواعيد مما يترتب علي دلك خسائر جمة للمجتمع المصري وخصوصا بالنسبة للمشروعات المهمة للدولة فمعظم المشروعات لا تنتهي في المواعيد المحددة . بل ان بعض هده المشروعات يسيتمر تنفيده لسنوات طويلة فتتغير الأسعار والظروف وتصبح مشكلة عسيرة الحل وأحيانا تتوقف هده المشروعات بسبب عدم الالتزام بالبرنامج الزمني للمشروع أي عدم احترام الوقت وبالتالي عدم احترام المواعيد . ورغم قيام ثورة يناير 2011 وموجتها الثانية ي يونيو 2013 ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات فلم يتم حتي الآن تحقيق هدف واحد من أهداف الثورة العبقرية (عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية) أما خريطة المستقبل التي تم الاعلان عنها في أول يوليو 2013 فلم يتم منها سوي التعديلات الدستورية رغم مضي حوالي عام . وهكدا نري أن فيروس عدم تقدير الوقت ما زال قابعا في أحشاءنا ولم نتخلص منه حتي الآن وما زال اهدار الوقت ماضيا في طريقه واثق الخطوة يمشي ملكا . وليعلم الجميع أنه لا سبيل الي الرقي والتقدم لبلادنا العزيزة سوى احترام الوقت وايقاف اهدار الوقت سواء من ناحية الشعب أو من جانب الحكومة وليؤمن كل مصري حريص علي وطنه بأن أغلي شىء في الوجود هو الوقت فليحرص عليه ويحترمه ويعض عليه بالنواجد . اللهم اهدنا جميعا سواء السبيل انك مجيب الدعوات يارب العالمين.