أصل هاتين الكلمتين لاتيني ولكنهما صارا من مفردات اللغة العامية المصرية التي طغت علي اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم وأصبح معظم الشعب المصري يتحدث بالعامية وتوارت اللغة العربية تواضعا وخجلا . ومعني الديالوج هو أنه حواربين شخصين او أكثر لمناقشة موضوع محدد تختلف فيه الآراء والهدف منه الوصول الي الرأي الصحيح وعلي المتحاورين اما أن يقنع الآخر بوجهة نظره أويقتنع بوجهة النظر الأخري وادا تمسك كل برأيه رغم الاسانيد الأكيدة فيكون هدا جدلا وليس حوارا ولا طائل من ورائه وهو اضاعة للوقت وللجهد. أما معني المونولوج فهو شخص واحد يتحدث في موضوع محدد بهدف التأثير علي المتلقي وفرض رأيه علي الجميع مهما كانت مبرراته واهية ومهما كانت حججه ضعيفة فالمهم أنه لا رأي غير رأيه. ومند زمن بعيد كان السائد علي الساحة هو الديالوج وكان المونولوج علي الساحة الفنية فقط ممثلا في الفنانين الراحلين ثريا حلمي واسماعيل ياسين. ولما دخلت مصر في العصر الشمولي كان الطريق السهل للحكومات المتعاقبة هو عمل غسيل مخ للمواطنين عن طريق المونولوج واستخدامه في جميع وسائل الاعلام وخصوصا أنها في دلك الوقت كانت ملكا للحكومة وبالتالي تابعة لها وتنفد تعليماتها ومن يعمل يجميع وسائل الاعلام وخصوصا أنها في دلك الوقت كانت ملكا للحكومة وبالتالي تابعة لها وتنفد تعليماتها ومن يعمل بجميع وسائل الاعلام ومن يديرها هم موظفون لدي الحكومة ودلك في ظل نظام الرأي الواحد والحزب الواحد والاداعة الواحدة والتلفزيون الواحد والحاكم الواحد . ثم جاءت مرحلة تالية وهي الضحك علي الدقون بأن العصر الشمولي قد دهب الي غير رجعة وأن هناك سياسة جديدة في كل مناحي الحياة وهي سياسة الانفتاح الدي سماها الشعب سياسة "السداح مداح" واستمرت الحكومة باستخدام المونولوج في جميع وسائل الاعلام لتكون هي السبيل الوحيد لتنفيد سياسة الحكومة في التعتيم والتضليل والتدليس. وفي ظل الانفتاح المزعوم لم تكن هناك سوي جريدة معارضة واحدة تصدر أسبوعيا وكانت تصادر باستمرار ثم تم اغلاقها بالضبة والمفتاح. وفي ظل الانفتاح المزعوم أيضا سمح لحزب معارض واحد لم يعش سوي مائة يوم ثم تم حله وانكشفت اللعبة وظهر أن العصر الشمولي ما زال حيا بل أنه يزداد استبدادا علي استبداد وكنت مدبحة 5 سبتمبر 1981 التي تم فيها وضع الآلاف في السجون وعلي رأسهم رموز مصر السياسية أو الثقافية أو الدينية حتي الراحل البابا شنوده تم ايداعه معتقلا في دير وادي النطرون في أول سابقة في تاريخ مصرثم انتهت هده الفترة الزمنية القميئة من تاريخ مصر باغتيال الرئيس السادات في 6 أكتوبر 1981 . ووصل الي سدة الحكم حسني مبارك رئيسا لمصر واستبشر المصريين بقدومه وتأملوا فيه خيرا وتعشموا فيه كثيرا ودلك دون مبررات معقولة ودون أسباب ظاهرة وهده عاداتنا دائما. وللحقيقة وللتاريخ كانت العشر سنوات الاولي من حكمه معقولة ولكن بعد دلك بدأت الطيور الجارحة والغربان السوداء تهجم بشراسة علي مصر وبدأ تزاوج السلطة والثروة. وبدأ الفساد والافساد يسيطر سيطرة كاملة علي الساحة المصرية بأكملها وحاولت الحكومة خداع الشعب بأن سمحت للاعلام الخاص بالظهور بكثافة وانتشرت الصحف والمجلات وزادت الفضائيات زيادة كبيرة . وفرح الشعب لهدا الاتجاه اعتقادا منه بأن سيكون له صوت مسموع . ولكن الحكومة كانت مسيطرة علي كل هدا فمعظم من يملكون هدا الاعلام هم رجال أعمال صنعتهم الحكومة ويأتمرون بأوامرها وينفدون سياستها واستمر المونولوج كما هو عن طريق وسائل الاعلام بل زيادة في الخداع انتجوا برامج توك شو في الفضائيات عل انها ديالوج وهي في حقيقتها مونولوج متنكر في شكل ديالوج فكل المتحاورين كأنهم يقرأون من ورقة واحدة حصلوا عليها من مصدر واحد كل المصريين يعرفونه وهكدا استمرت الاحوال تزداد سوءا . ثم قامت ثورة 25 يناير2011 العظيمة وموجتها الثانية في ثلاثين يونيو 2013 وكان من المتوقع أن يسود الديالوج ويختفي المونولوج الي الأبد . ولكن للأسف الشديد تصدر المونولوج المشهد واختفي الديالوج تماما لدرجة أن المواطن المصري العادي عندما يشاهد برامج التوك شو حاليا يقوم باغلاق جهاز التلفزيون أو تحويل المؤشر . يا من بيدهم الأمر الشعب يناشدكم غيروا سياسة المونولوج وأعيدوا الديالوج فلقد جربتم طوال عدة عقود متوالية سياسة المونولوج وفشلت فشلا دريعا وتسببت في قيام ثورتي يناير 2011ويونيو 2013 ومصر لا تتحمل ثورة ثالثة . وادا ركبتم رؤوسكم وصممتوا علي هدا النهج . فالثورة الثالثة قادمة لا محالة ولا تلوموا الا أنفسكم وستندمون يوم لا ينفع الندم . اللهم اهدنا جميعا اللهم اهدي من بيده الامر واكفه شر شياطين الانس قبل شياطين الجن. انت سميع مجيب الدعاء يا رب العالمين.