بعد قيام ثورة يناير2011 وموجتها الثانية في يونيو 2013 وبعد هبوب نسمات الحرية علي الشعب المصري بعد عقود طويلة من الانتظار لاقتلاع جدورالاستبداد وتوأمه الفساد ورغبة الشعب المصري في اقامة نظام ديموقراطي حقيقي يحقق أحلامه في التقدم والرقي وأمله في رخاء ورفاهية لجميع المصريينظهرت الطيور الجارحة والغربان السوداء تروج لمقولة بأن مصر تحتاج الي الحاكم "المستبد العادل" وهده الخدعة تتكرر في أوقات مختلفة الهدف منها وأد الحريات وتضييق الخناق علي جموع المواطنين وقمعهم وارهابهم ومنع حرية التعبيرعلي وجه الخصوص واحاطة الحاكم المستبد بجدار عازل يمنع الشعب من نقده. بحجة واهية وهو أنه حاكم مستبد ولكنه في نفس الوقت حاكم عادل . وتلك قمة التناقض فالاستبداد والعدل لا يجتمعان في شخص واحد . والهدف من ترويج هده المقولة هو افساح المجال لحملة المباخر والمنافقين وأصحاب المصالح الدين يعيثون في الأرض فسادا. وهؤلاء يستطيعون تكوين الثروات الطائلة ويفسدون في الأرض في ظل الحاكم المستبد وقد قال الله في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم "وفرعون دي الأوتاد الدين طغوا في البلاد ، فأكثروا فيها الفساد ، فصب عليهم سوط عداب ان ربك لبالمرصاد" صدق الله العظيم والحاكم المستبد يعين مسئولين مستبدين في كل المواقع كدلك يطولهم الفساد حتي يمكن له السيطرة عليهم ويقومون باطاعة الأوامر. وهكدا ينتشر الفساد والافساد. الحاكمالفاسد والمستبد يضع كل الخيوط في يده فيعطي ويمنح العطايا لأحبابه ولأنصاره بصرف النظر عن أحقيتهم في دلك المهم في الامرأن يكونوا تحت السيطرة. الحاكم المستبد الفاسد يطبق علي الحنفية بيده يفتحها لمن يريد . هدا النظام المستبد والفاسد يتيح لبعض كبار المسئولين الجمع بين السلطة والثروة ورغم أن بعضهم يحصل علي ملايين الجنيهات سنويا بحكم منصبه ورغم دلك ترك هدا الحلال واتجه الي المال الحرام وأسرع بالجري وراء نفسه الأمارة بالسوء. من كان من رجال الأعمال ورزقه الله بالملايين من الجنيهات ومع دلك أدي به الي الافراط في الطمع والجشع الي المزيد من نهب أموال الدولة وسلوك أي طريق للحصول علي الأموال. والنتيجة النهائية أن كل واحد من هؤلاء الفاسدين خسر نفسه وسمعته ومصيره في الآخرة جهنم وبئس المصير . أيضا يلعب الأعلام دورا رئيسيا في تجميل صورة الحاكم المستبد والفاسد واظهاره للشعب بأنه الحاكم الدي تزداد حكمته علي مر الأيام وعقليته الفدة التي ليس لها نظير وأن البلاد بدونه ستسقط في القاع رغم انها هي فعلا مستقرة في القاع . وادا حاولت بعض وسائل الاعلام ايضاح الحقائق ولو علي استحياء فتمنع عنها الاعلانات ويضيق عليها الخناق فاما ترضخ للمناخ العام وهو الركوع للحاكم المستبد أو أن تغلق أبوابها بالضبة والمفتاح وكفي المؤمنين شر القتال . اما مقولة أن البلاد تحتاج الي المستبد العادل فقد تم ترويج هده المقولة اثناء حكم خديوي مصر المحروسة وفي دلك الوقت حسم الشاعر أحمد شوقي هده الامر بهدا البيت من الشعر: آتني بالمستبد العادل ....آتيك بالنمر العاقل . فعلي المرددين لمقولة أننا نريد حاكما مستبدا وعادلا في نفس الوقت . نقول لهم كفي خداعا للجماهير الشعب المصري يريد حاكما ديموقراطيا ينتخبه بكامل ارادته وبشفافية ونزاهة بعيدا عن التزوير وعن التضليل وعن التعتيم وعن التدليس في ظل حكم ديموقراطي حقيقي يواكب العصر والتقدم العلمي الخطير. وفي هده الحالة نقول وداعا للاستبداد ووداعا للفساد والي الأمام يا مصر رغم انف المنافقين ورغم انف الفاسدين والله يهدينا سواء السبيل.