جاء فوز الناشطة السياسية اليمنية "توكل كرمان" بجائزة نوبل للسلام للعام 2011، تكريما لأول امرأة عربية تحصل على هذه الجائزة، وبما أن هذا التكريم يأتي في سياق أجواء الربيع العربي، واشتعال الثورة اليمنية ضد نظام علي عبد الله صالح، فقد قمنا باستطلاع آراء بعض المثقفين اليمنيين حول رؤيتهم لفوز "كرمان" بهذه الجائزة، فأكدوا أن الفوز تحية لسلمية الثورة، ودعم لمسيرة المرأة العربية بصفة عامة، واليمنية بصفة خاصة. في البداية، أبدى الشاعر هاني الصلوي سعادته الغامرة بفوز كرمان، وقال: أسعدني جدا فوزها لأسباب لا يمكن حصرها، منها: أن في هذا المنح اعترافًا بقدرة المرأة العربية، واليمنية بخاصة، على خوض كل المجالات، لا سيما إذا كنا نتحدث عن بلد كاليمن، لازالت الكثير من التقاليد مسيطرة عليه. وأضاف الصلوي أن منح الجائزة يمثل اعترافًا بالثورة اليمنية من قبل المجتمع الدولي، وهو تحية خاصة من "مؤسسة نوبل" لسلمية الثورة اليمنية. أما الروائية عائشة العولقي، صاحبة رواية "في بطني جنين أمريكي" فأكدت أنها بعد الاعلان عن حصول كرمان على نوبل وجدت المثقفين المصريين والفنانين يتصلون بها لتهنئتها وكأنها هي التي حصلت على الجائزة، واعتبرت أن فوز كرمان شيء مشرف للمرأة اليمنية بشكل خاص، وللمرأة العربية بشكل عام، وإضافة ستحسب في تاريخ النضال النسوي، كما تؤكد الجائزة على قدرة المرأة على لعب دورًا رياديًا على الصعد السياسية، الاجتماعية، والثقافية. وقالت العولقي إن الجائزة ستدفع المجتمع اليمني لإعطاء المرأة حقها، فالبرغم من أن 70% من المجتمع قبلي ويجهل أهمية الجائزة، فإن الجائزة ستدفع التطور اليمني خطوات إلى الأمام، إذ يمكن أن نعد هذه الجائزة خطوة في مشوار الألف ميل نحو تحرر المرأة اليمنية، والذي يتم تشويهه من قبل بعض الجماعات، وفي رأيي المرأة أقرب لعملية السلام، لما تحمله من مشاعر عاطفية وحميمة. فيما أكدت الدكتورة سامية الأغبري، الأستاذة بكلية الإعلام بجامعة صنعاء، أن الجائزة تمثل تعبيرًا رمزيًا لتكريم المرأة اليمنية، وهو اعتراف بقيمتها وقدرتها على منافسة الرجال، وتؤكد على أن النساء اليمنيات أحفاد "بلقيس". وأضافت الأغبري: لو حصلت كرمان في غير هذا التوقيت على الجائزة، لقلنا هناك نساء أخريات عربيات أهم منها، لكن التوقيت أعطى كرمان قيمة خاصة، وهو من ناحية ثانية يمثل ضربة للنظام اليمني، ويضفي على الثورة شرعية دولية، فالتكريم بمثابة اعتراف ضمني بثورة اليمن. وشددت الأغبري على أن كرمان استفادت من الربيع العربي بقدر ما أفادت، وقالت: لابد أن نقول إنها حصلت على الجائزة بفضل الثورة اليمنية، وليس بفضلها وحدها، واختلف مع "توكل" حين قالت "إنني أصبحت مثل الرجل" فأنا لابد، كامرأة، أن أفتخر بأنوثتي، واستطيع أن أقدم دوري في اعتزاز بكوني امرأة"، كما طالبت الأغبري من توكل بعد إهداء الأخيرة للجائزة للثورة ولشهدائها، "إن كان ذلك فعلا، فليتها تساهم ولو بجزء من قيمة الجائزة في علاج مصابي الثورة، خاصة أنها كانت تقود هؤلاء الشباب في الميادين".