اشتعلت الأزمة بمنطقة نقل كهرباء القاهرة بالسبتية . قرر العمال تعليق العمل، والدخول في اعتصام مفتوح ،والتنازل عن مطالبهم ، مقابل إقالة كل من رئيس المنطقة والعضو المتفرغ . اتهم مصدر مسئول بالكهرباء ،المهندس بركات سيف عامر العضو المتفرغ ،بشركة نقل الكهرباء ، وخاصة عبد العزيز عنتر غزلان رئيس منطقة القاهرة بأنهما وراء استفزاز العمال ،لتجاهلهم ، وعدم الالتفات إليهم أو التحدث معهم،وكأن البلاد مازالت تدار بنفس أسلوب ما قبل الثورة، مما دفع العمال إلى النتازل عن مطالبهم كلها مقابل إقالة هاتين القيادتين ، مؤكدين عدم فض الاعتصام إلا بعد صدور قرار الإقالة. وقال العمال أن سبب المشكلة ،يرجع إلى قرار رئيس المنطقة بتطيق اللائحة على العاملين فيما يتعلق بالجزاءات ، بينما قدم له العاملون طلبا قالوا فيه، إذا كان يريد أن يطبق اللائحة، فعليه أن يطبقها كلها ،بما فيها من عقاب وثواب ،ولا يقتصر تطبيقها على توقيع الجزاءات فقط ،وإنما لابد أن يشمل تطبيقها منح العاملين المزايا الموجودة باللائحة ،على غرار زملائهم الموجودين بديوان الشركة. وأضاف العاملون أنهم فوجئوا بتجاهل رئيس المنطقة لمطالبهم ، إضافة إلى تجاهل الوزارة لاتخاذ أي قرار بشأنهم .ومن جانبه أكد محمد الشناوي رئيس "الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد بالكهرباء" أن عددا من أعضاء الجمعية قد التقوا بالمهندس جابر دسوقي رئيس "الشركة القابضة لكهرباء مصر" أمس وتفاوضوا معه لمدة ساعتين لحل أزمة العمال ، بينما كانت المفاجأة أن أخبرهم جابر الدسوقي بأنه قرر إحالة الموضوع برمته للتحقيق. واتهم الشناوي جابر الدسوقي بمحاباة رئيس المنطقة ورئيس الشركة، على حساب العاملين، مشيرا إلى أنه كان يجب على الدسوقي أن يحقق في أسباب الأزمة ، ويجد الحلول المناسبة لها ، في إطار القانون . وقال الشناوي : أن سبب ما نحن فيه من تصعيد لأزمات هو تجاهل القيادات لمطالب العاملين، وعدم التفكير في الالتقاء بهم والسماع لهم ، مما يتسبب في ارتفاع سقف المطالب يوم بعد يوم . وأضاف الشناوي : للأسف فإن الاعتصام مازال مستمر لليوم الثالث وأن الوزارة أصبحت في خبر كان ، لاتبالي بما يحدث، مع أن حل الموقف أسهل مما يتخيل البعض ، مشيرا إلى أنه لو فكر احد القيادات في الالتقاء بالعمال والاستماع إليهم لانتهت الأزمة . وأشار رئيس "جمعية محاربة الفساد" أنه كان يتوجب على الوزارة احتواء العمال والنظر في مطالبهم المشروعة ، قبل تفجر الوضع ، قائلا للأسف لم يتعلم أحد من قيادات الحكومة الحالية، وخاصة قيادات الكهرباء مما حدث لحسني مبارك ، وهو ما أدى إلى تدهور البلاد ودخولها منعطف خطير،لايدري أحد كيف الخروج منه .