كالأموات يعيش أهالي منطقة المهاجرين بعزبة النخل فكل شيء غائب الإ المعاناة... لا مأكل ولا مسكن ولا تعليم ولا اهتمام صحي. الأهالى هناك أموات يتنفسون الفوضى والحرمان والعوز لكل شىء، وإذا كانت هذه كارثة، فالكارثة الأكبر تتمثل فى قيام المهندس سعيد عثمان مدير الإسكان بحى المرج بطردهم من منازلهم وتسكينهم فى عشش لا تليق حتى بالحيوانات. هذه العشش مبنية من الخوص والكرتون، تغلق أبوبها بستائر من القماش لا تحميهم ابداً من اقتحام البلطجية، الأطفال يبيتون كل ليلة معرضون للاختطاف من أحضان أمهاتهم فى حرمان حقيقي للاستحكامات الأمنية التي لا يخلو منها أى بيت. المأكل: لا تجد 12عائلة تعيش فى عزبة النخل ما تطهو عليه سوى وابور واحد فقط يستخدمونه بالتناوب والأطفال لا يتذكرون متى دخلوا على أمهاتهم ووجدوهن يحضرون الطعام لهم، والأهالى هناك لا يعرفون معنى الثلاجة. النوم: جحر مظلم مليء بكل ما خلق الله من حشرات والأوبئة، هو المكان الذى تجده كل عائلة مكونة من خمسة أفراد للنوم فيه حتى يطلع عليهم صباح جديد يشهد المزيد من المتاعب. قضاء الحاجة: كما يقول المثل الشهير "ما يزيد الطين بلة" عندما تجد سكان هذه العشش يقضون حاجتهم فى ممر ضيق، 12 عائلة تقضى حاجتها فى ممر واحد ضيق تملؤه الحشرات والقاذورات والأوبئة التى تبعث في النفس الاشمئزاز والشفقة على حياة شباب وأطفال هذه العشش الذين لا يجدون مياها لغسل أيديهم بعد قضاء حاجتهم. التعليم: من بين 12عائلة تقطن هذه العشش بشبابها وأطفالها لا يوجد متعلم واحد، وهنا يقول حجاج - عربجى"التعليم عندنا حرام، مفيش فلوس تقضى حق أكل للعيال وتعليمهم كمان، يا اما أكلهم يا تعليمهم". على هذا االحال وجدتت "المشهد" سكان عشش عزبة النخل وقضت معهم ما يقرب من ثلاث ساعات عكست فيها كل معانى الحياة الكئية الخالية تماما من مقومات الحياة البدائية التى يحتاجها أى إنسان طبيعى أو أقل من الطبيعى.