تنتشر في محافظة بني سويف العديد من المناطق العشوائية التي تصل إلي17 منطقة موزعة علي مدن ومراكز المحافظة وأكدت الأبحاث الميدانية والتقارير الرسمية للجهاز المركزي أن أهالي العشوائيات يعانون من مشكلات لا حصر لها حيث يعيشون في حجرات منفصلة ودورات مياه مشتركة مما يترتب عليه العديد من المشاكل بالإضافة إلي عدم وجود صرف صحي حيث يعتمد قاطنوها علي البيارات المكشوفة التي يتم نزحها كل شهر, ناهيك عن التلوث الناتج عن عملية طفح الخزانات المستمر ورشح المياه بالشوارع وانتشار أكوام القمامة إلي جانب مخلفات المواشي والأغنام والحشرات الضارة التي أدت إلي انتشار العديد من الأمراض والأوبئة بين سكان تلك المناطق مما يؤكد افتقارها إلي الحد الأدني من الحياة الآدمية. ويقول باسم محمد إبراهيم باحث بمركز البحوث إن مساكن عزبة الصفيح العشوائية عبارة صفوف من الأبنية لا تفصل بينها أي فراغات وعرض شوارعها لا يتعدي نصف المتر ويغلب عليها طابع الانحناءات والالتواءات, وأشهرها منطقة شق الثعبان الأمر الذي يجعل من المستحيل في حالة وقوع كارثة أو حريق دخول سيارات الإطفاء أو حتي مطاردة الشرطة لأي هارب أو بلطجي لذا انتشرت الخرابات التي أصبحت مأوي للمدمنين وتجار المخدرات, إلي جانب انتشار مخلفات المواشي والأغنام والحشرات الضارة والكلاب المسعورة. وتضيف منال محمد طبيبة أن هذه المناطق أصبحت مرتعا لانتشار أمراض الحساسية والأنيميا والتهاب الكلي وأمراض الكبد والفشل الكلوي والتي أصبحت شائعة وملازمة لسكان هذه المناطق, نظرا للتلوث الشديد الذي يعيش فيه قاطنو تلك الأماكن. وتشير نجلاء عبد السلام ربة منزل إلي انتشار تجارة السوق السوداء لأنابيب البوتاجاز داخل منازل العشوائيات فضلا علي قيام البعض بملء الأنابيب الصغيرة داخل تلك البيوت أيضا لذا تجد معظم البيوت بها من20 إلي50 اسطوانة وهو ما ينذر بكارثة حال حدوث انفجار لتلك الاسطوانات وقد اشتعلت عدة حرائق من قبل داخل بعض منازل العشوائيات ولم تستطع سيارات الإطفاء الوصول وأتت النيران علي محتويات العشرات من البيوت المتلاصقة. وتؤكد علية حسين أستاذة الأنثرولوجيا بكلية الآداب جامعة بني سويف أن سبب انتشار العشوائيات يرجع إلي عدة أسباب أولها هجرة السكان من الريف إلي المدينة في غياب تام من الحكومات المتعاقبة التي أهملت الريف المصري وجاء تركيز البحث الميداني علي المحافظات الفقيرة, وبالتحديد محافظة بني سويف لافتة إلي أن هذه المشكلة مركبة نتيجة لتداخل ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية فيها. وأضافت أن عزب الصفيح وبلبل والأزهري من أهم المناطق العشوائية التي تعد امتدادا للمناطق المحرومة داخل مدينة بني سويف نفسها, والمثير في الأمر أنها لا تبعد عن ديوان عام محافظة بني سويف بأكثر من300 متر ومساحتها2121 مترا مربعا ويسكنها أكثر من175 ألف مواطن, وأغلبها عبارة عن أكواخ من الطوب اللبن والأحجار وأن معظم النازحين لهذه المناطق قد مضي علي إقامتهم أكثر من40 عاما, كاشفة عن أن هذه الشريحة من غير الملمين بالقراءة والكتابة إلي جانب طبقة الحرفيين والعربجية بنوعيها وعمال اليومية والأرزقية. ويقول فؤاد عبد الحفيظ مدرس بالمعاشإنه بسبب الموروثات الاجتماعية يرفض العديد من سكان العشوائيات عمليات التطوير وترك منازلهم التي تربوا وعاشوا بها لفترات طويلة من الزمن وارتباطهم النفسي والروحي بمناطقهم فضلا علي قيام بعض الخارجين عن القانون بتلك المناطق باستغلال ضيق وتعرج شوارعها للقيام بالأعمال المنافية كتجارة السلاح والمخدرات. ومن جانبه أكد المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف أنه تم الاتفاق مع صندوق تطوير العشوائيات خاصة بعد إعادة فتح الميزانيات المخصصة لتطوير العشوائيات ووضعها علي قائمة أولويات رئيس الوزراء بالبدء الفوري في إزالة العشش والمباني غير الآمنة والتسكين بوحدات سكنية ملائمة وتحسين الظروف المعيشية للسكان وفق برنامج زمني محدد للتطوير يبدأ بنقل منطقة عزبة الصفيح العشوائية إلي موقع يخصص لها بمنطقة شرق النيل بمدينة بني سويفالجديدة وسيتم نقل شاغلي الوحدات العشوائية إليها مع تعويض ملاك الأراضي وشاغلي وحدات النشاط وعمل مشروع تقسيم للمناطق العشوائية وعرضها للبيع لاستعادة التكلفة علي أن يتولي نقل وتطوير المناطق العشوائية الأخري تباعا.