علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق ينتظر من مصر موقفا لوقف هجوم قوات تحالف عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية على بلاده، الرجل يعول كثيرا على مواقف مصر وسلطنة عمانوالجزائر لوقف الحرب المستعرة على ارض اليمن الذي كان سعيدا، الرجل داهية بلا شك يريد ان يضع اسفينا بين الدول المشاركة في تحالف عاصفة الحزم، وهو قد جرب التعامل مع قيادات الدول العربية وخاصة دول الخليج، ويرى انها تابعة للسياسة السعودية ولا تستطيع الفكاك منها، بخلاف سلطنة عمان التي اتخذت لنفسها سياسة انعزالية غير متحيزة لأحد تشبه سياسة سويسرا إبان الحرب العالمية، ولذلك يحاول جر رجلها في موضوع اليمن لعل وعسى ان يأتي بنتيجة لوقف الحرب، ومصر والجزائر دولتان كبيرتان بلا ريب، وموقفهما مؤثر بلا شك، الا ان مصر لن تغير موقفها من رجل مريض ينازع في أيامه الاخيرة وكذلك الجزائر رئيسها مريض لا يستطيع الحركة بفاعلية مما يؤثر على حركة الدولة. علي عبدالله صالح اجرى حوارا مع جريدة المصري اليوم عن طريق الايميل للرد على أسئلة الجريدة حول عدد من الموضوعات الهامة اثناء بدء هجوم قوات تحالف عاصفة الحزم، ذكر فيه انه يجب على مصر ان تقوم بدور قومى لحل الأزمة، وهى الأجدر من غيرها فى الوطن العربى للقيام بهذا الدور. وانه يعول على الدور المصرى والجزائرى وسلطنة عمُان لإيقاف هذه الحرب العبثية ضد الشعب اليمنى، وأيضاً يثمن دور سلطنة عمُان الشقيقة على الدور الذى تقوم به لحل الأزمة وإيقاف الضربات. ولمح الى ان اليمن على وشك الانفصال غامزا في السعودية ومشيرا الى ان الفكرة غير مطروحة فى الشارع اليمنى، لكنها لاتزال موجودة فى خيال من انهزموا عام 1994، قبل الوحدة. من موّلوا الانفصال آنذاك يمولون الآن للانفصال مرة أخرى، ولم يتعلموا من درس عام 1994. هم يصرفون المليارات لقتل الشعب اليمنى، بحجة مساعدة اليمن والشعب اليمنى بدلاً من توجيه المساعدات للتنمية وتحسين الاقتصاد وإيجاد فرص عمل، لكنهم يصرفون المليارات لتدمير الموجود ومضاعفة المعاناة والأزمات. وقال ان علاقته بالحوثيين كانت مثل علاقته بأى تنظيم سياسى يمنى ليس أكثر من ذلك. ولكن بعد العدوان السافر أصبح الشعب اليمنى وكل مكوناته السياسية والاجتماعية والمدنية موحدة لمواجهة "العدوان" بغض النظر عن المواقف والخلافات السياسية (السابقة)، المهم اليوم هو إنقاذ الوطن والحفاظ على وحدته وسيادته. وقال انه بالنسبة لعودة عبدربه منصور هادى إلى منصبه، فهذا شىء يقرره اليمنيون، ولو كان حريصاً على العودة لما استعان بقوات خارجية من أجل إعادته إلى منصبه. هو الذى استقال بمحض إرادته، ولا يجوز شرعاً ولا قانوناً أن يعود إلى الحكم فى ظل هذا التدمير العميق للبنية التحتية والمنشآت الحيوية وممتلكات الشعب والمصانع والقطاع الخاص، وفى ظل هذه المجازر الوحشية والأرواح التى أزهقت. اليمنيون طعنوا فى الظهر، ولن يقبلوا أن يترأسهم مجدداً من تسبب فى كل هذا، وعبر قوى خارجية. مضيفا "هذا أمر مؤسف أننا انتخبناه وسلمناه السلطة بإجماع وطنى، قبل أن يفرّط ويضيع كل ذلك". ووصف هجوم قوات عاصفة الحزم بانه عدوان غير مبرر، مضيفا انه كان يتمنى أن يوجه هذا التحالف قواته وضرباته ضد عدو الأمة العربية وليس على جار ليس بينه وبين جيرانه أى خلاف. وقال السعودية تريد تصفية حساباتها مع إيران فى اليمن، بينما المفترض بها أن تحمى اليمن لا أن تعاقبه وتعاقب اليمنيين جميعاً بهذه الطريقة المؤسفة والظالمة. هى بذلك تدفع قطاعات أكثر للالتحاق بالطرف المضاد، نكاية أو ردة فعل متوقعة ضد الظلم. لكنه بطريقته المراوغة قال ان "باب المندب ممر مائى لا يجوز لأى دولة المساس به، ولكنها دعاية إعلامية لإيجاد مبرر للتدخل، بحجة حماية الملاحة فى الممر، فلم يحدث أن تعرضت الملاحة فيه لأى خطر أو تهديد، ومن يرددون ذلك يختلقون الذرائع لتبرير التدخلات" رغم انه يخطط مع الحوثيين لإغلاقه التعريف الملاحة العالمية به كورقة ضغط اخيرة لعلهم يستطيعون وقف الهجوم السعودي عليهم. حوار صالح مع " المصري اليوم" اظنه سيكون الحوار الأخير له او قبل الاخيرة لان المصير الذي ينتظره اما القتل او الإعتقال والمحاكمة، وهو يحاول تحسين صورته وصورة الحوثيين ودق اسفين بين الدول المتحالفة ضدهم، ولكن الامر المؤكد ايضا ان منطقة الشرق الأوسط وليس اليمن وحدها ستشهد سنوات من الاضطرابات ربما تزيد على العشر سنوات، فالحروب لا تنتهي اثارها بين يوم وليلة ولكن يظل اثرها وتبعاتها لمدد طويلة من عدم الاستقرار السياسي. من العدد المطبوع من العدد المطبوع