دخل شاب الى احدى قطارات مترو الإنفاق ليبيع اقلاما، رصاص و جاف و الوان، بدا الشاب يتحدث عن بضاعته، فقال: "ارسم حلمك بالقلم الرصاص علشان مش هيتحقق و هيتمسح .. و اكتب بالجاف شهادة وفاتك .. و ارسم باقلام الألوان صورتك في الشارع" الشاب يتحدث الى ركاب المترو بحرقه و قهر ، وإذا برجل عجوز يهاجمه ويقول له 'بدل ما انت بتبيع اقلام روح دور علي شغل تاكل منه عيش و تفتح بيت". رد عليه الشاب "هو انا لقيت شغل و قولت لا ده انا بلف علي رجلي علشان خاطر اصرف علي اختي اللي في جامعة و أمي". رد العجوز : " يعني انت مش لاقي شغل و اختك في الجامعة"؟ مد الشاب يذه الى حقيبة يحملها واخرج شهادة تخرجه و الصدمة انه خريج كلية اقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة دفعة 2012 بتقدير جيد جدآ ولم يجد عملا في مجاله لانه ليس ابن باشا و ليس ابوه حاجة كبيرة في البلد، لم يجد فرصته التي يستحقها في العمل المناسب لانه ليس معه "واسطة". رد العجوز المستفز بقوله: " وانت اية اللي يدخلك كلية و انت عارف انك مش هتعرف تشتغل بيها"؟ فإذ بأحد الشباب من ركاب عربة المترو يستفزه الموقف الذي ينم عن صراع بين جيلين، علي العجوز المستفز ويقول له "وانت مين علشان تقول يدخل آيه و مايدخلش ايه هو مش بني آدم من حقة يحلم و يحقق حلمه مش ذنبنا أنكم اتولدوا و الجذمة في بوقكم مش ذنبه انه دخل كلية و نجح و تعب فيها علشان يحقق لاهله مستوي كويس اللي انت بتقوله دور علي شغل ده احسن منك ومن اللي زيك علي الاقل لسة عنده امل و حلم عاوز يحققه .. مش زيك عايش بتقول اه اه لحد ما طلع عين ابونا من قوله اه بتاعتكم" نظر العجوز المستفز الى الشاب وقال له : "بتكلمني كده ازاي" رد الشاب "باتكلم بلساني اللي انت كل يوم بتخرسه بمواقفك و بتطبيلك". فاذا بسيدة كبيرة ترد بقوة: "يسلم فمك يا ابني والله انت عندك حق احنا عشنا عمرنا كله نطبل ونزمر من غير فايدة" بدأ ركاب المترو في التذمر من موقف العجوز واحدا تألو الاخر ، وقال الشاب الذي يبيع الاقلام "ربنا يكرمك حسستني ان انا مش لوحدي" رد الشاب: "خلي عندك هدف انت احسن مننا بإرادتك و لما تيجي تبيع قول قلم رصاص ارسم بيه الحلم و قلم الوان لون بيه الحلم و قلم جاف اكتب بيه حلمك اللي اتحقق، خلي عندك امل في بكرة .. احنا كتير". هذه القصة كتبها احد الأصدقاء على صفحته على فيسبوك، ويحكي انه كان احد ابطالها وانه هو الذي رد على العجوز المستفز، والشاب اليائس، فهل يعلم السادة المسؤولون كم يبلغ عدد الشباب العاطلين عن العمل في مصر، انه يبلغ 13 في المائة من عدد السكان حسب الإحصائيات الحكومية و18 في المائة حسب احصائيات غير رسمية ودولية، هل فكر المسؤولون في توفير فرص عمل لهولاء الشباب، الذين هم مستقبل هذه الأمة وحاضرها، لماذا نترك 13 من كل مائة من السكان دون توفير فرصة عمل مناسبة لهم، اي دولة نحن، وفي اي مجتمع نعيش. على المسؤولين ان يعلموا علم اليقين ان البطالة قنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر ليس في وجوههم فقط ولكن في وجه الدولة ككيان، وان هذا الانفجار لو حدث فلن يبقي ولن يذر أمامه شيء لانه سيكون مثل الطوفان الذي يجرف كل ما أمامه، هؤلاء العاطلون عن العمل او اليائسون من تحقيق حلمهم في عمل مناسب لدراستهم التي سهروا الليالي للدراسة بها سيكونون هم مفجروا القنابل وواضعي المتفجرات في كل مكان، ليس لأنهم يكرهون اهلهم ولكن لان اهلهم ومسؤولي بلدهم اضاعوا حلمهم وحاضرهم ومستقبلهم، ولم يتركوا لهم شيئا يعيشون من اجله، افيقوا يرحمكم الله قبل ان يجرفنا الطوفان. المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية