أين أنت من الساحة الغنائية؟ شركات الإنتاج هي التي تقلصت وتنصلت وصار عددها شركة أو اثنتين هي التي تحتكر الأصوات وأيضا إنتاج ألبوم لم يعد مريحا، كما كان في الماضي بسبب المواقع الحديثة التي تذيع كل أغاني الألبوم حتي قبل نزوله مما أدي إلي خسارة شركات الإنتاج التي ابتعدت عن الإنتاج. لكن بعض مطربي جيلك مازال محتكرا الساحة الغنائية؟ أنا لي تركيبة خاصة بي ولم أنس أني سيدة ريفية ولي أسلوبي في اللون الغنائي الخاص بي، وكذلك في الأداء وكل ذلك صنع لي تاريخا في قلوب الجماهير ويكفيني أنه يطلق علىّ المطربة المحترمة ولا تخجل أي عائلة من سماعي ومشاهدتي عكس آخرين تنازلوا عن طابعهم الفني الذي ميزهم وكان سبب نجاحهم لدي الجماهير وتحولوا مع الموجة الجديدة ليظلوا مستمرين علي الساحة. هذا يعني أنك لن تسعي لتقديم الجديد في عالم الأغنية؟ إطلاقا.. بالعكس أنا عندي طموح للأفضل، لكن عندي أمل أن الدولة لابد وأن يكون لها اليد العليا في عملية الإنتاج الغنائي حتي لا تتحول الساحة الغنائية إلي ساحة لاستعراض الأجساد والموديلات الاستعراضية وأحلم أن تعود للأغنية طقوسها الطبيعية التي تعودنا عليها وتعلمناها من الكبار، فالصوت والأداء السليم الحساس هما المقياس الوحيد للمطرب أو المطربة وليس شيئا آخر كالذي نسمعه الآن من لون استعراضي خاص بكذا وخفة ظل من هذا، هذا هراء وهذا المناخ هو وراء ابتعادي عن الساحة حفاظا علي تاريخي. لا تترددين في الحضور للمهرجانات عندما يدعونك للغناء بها مجاملة عكس بعض المطربين الذين يرفضون ذلك، فما فلسفتك في ذلك؟ هذه رسالة المطرب الحقيقي الذي لا يتواني عن تلبية أي دعوة من أجل مهرجان خاص بمصرنا الحبيبة العظيمة وحضوري للغناء بأي مهرجان فني اعتبره فخرا ووسام شرف لي عندما أغني به لأني بنت مصر والفنان الذي لا يفعل ذلك لا يستحق أن يكون أصلا مصريا لكن أنا أجد أن الأغلبية العظمي من المطربين والفنانين المصريين يفعلون مثلي، بل وأكثر مني أحيانا. ألا تخشين علي مستقبل الأغنية في الفترة المقبلة؟ لا أخشي علي مستقبل الأغنية وأي مطرب محترم لا يخشي شيئا لأن الأغنية التي بها رسالة للإنسان بعيدا عن مخاطبة الغرائز أو الألفاظ المبتذلة مع الأداء الغنائي المثير هي التي ستظل حاضرة علي مر الزمان وأنا مطربة شرقية مصرية لها تقاليدها وأسلوبها الذي لا يختلف عليه أحد علي أنه يصلح ويناسب لكل أفراد العائلة ولأي زمان ومكان. ابنتك فيروز هل هي امتداد لك غنائيا؟ لا يوجد أحد امتدادا لأحد إطلاقا وابنتي فيروز لها صوت مميز وأداء ولون غنائي خاص بها ويختلف عني تماما واختها همسة أيضا صوتها حلو، لكن أين شركات الإنتاج التي تتبني هذه المواهب الجميلة التي تهدر هباءً ولا يوجد من يدعم ويساند ويساعد، كما حدث معي لأكون الآن نادية مصطفي. هذا يعني أن المناخ الغنائي تغير كثيرا؟ نعم.. لكن تغير للأسوأ، فالساحة الغنائية الآن صارت ساحة للمعارك والصراعات الطاحنة فقط وليس تنافسا شريفا من أجل تقديم الأفضل والجمهور هو المستفيد، فأنا أتذكر أن المطربة العظيمة فايزة أحمد كم ساندتني ودعمتني واستضافتني في منزلها هي وزوجها الملحن محمد سلطان ووجهاني لبدء خطواتي الغنائية والتي سطرت بداية ميلاد نادية مصطفي الغنائي ومازال الموسيقار محمد سلطان هو أستاذي وأبي الروحي. لمن تغنين «تيجي نبدأ من جديد»؟ أغنيها لكل الشعب المصري العظيم وأقول يالله نبدأ حياة جديدة بعد الثورة بالعمل الدؤوب لبناء مصرنا العظيمة ونتصدي للقمع والفساد والمحسوبية ونبدأ صفحة جديدة. أغنية «ماتقولهاليش في وشي» ما الكلمات أو المواقف التي تتلاشين مواجهتها؟ لا أحب أن يفارقني أحد عزيز علي وجها لوجه فأنا أفضّل الوداع والفراق دون مواجهة أو مصارحة أو وعود كي يوجد أمل اللقاء والعودة مرة أخري. أهم مطربي الساحة الغنائية الآن من وجهة نظرك؟ يوجد أكثر من مطرب ومطربة وكلهم متساوون بالتقريب علي الساحة الغنائية من حيث توزيعات الألبومات الغنائية أو القاعدة الجماهيرية. وما أهم سلبيات مطربي اليوم من وجهة نظرك؟ لديهم مكانة جماهيرية من خلال توزيع ألبوماتهم الغنائية وأصواتهم ذائعة الصيت ولا يحتاجون إلي تقديم تنازلات، فلماذا التنازل عن سماتهم التي عرفهم واحبهم الجمهور بها من أجل الاستمرارية وهم في غني عن كل ذلك. كيف ترين نفسك؟ إنسانة بسيطة جدا وبداخلي صفات السيدة الريفية وهبني الله الصوت الحلو لإضفاء بعض السعادة علي الجماهير كرسالة إنسانية وبطبيعتي بيتوتية كل وقتي أقضيه وسط عائلتي ووجودي الآن بمهرجان الكاثوليكي للسينما ضرورة وشرف علي جبيني، لأنه أول مهرجان مصري أكد أهمية دور السينما في تنمية الذوق العام والارتقاء بالإحساس الجمالي كرسالة أخلاقية تحمل قيما وأفكارا ومثلا عليا وإقامته في ظل هذه الظروف القاسية يعتبر تحديا كبيرا جدا. كيف تستعيد الأغنية مكانتها من وجهة نظرك؟ إقامة حفلات بالحدائق العامة والمسارح وعودة حفلات أضواء المدينة وعودة حصة الموسيقي للأطفال، وكل ذلك سوف يساعد علي تنمية الذوق الفني لدي الجماهير التي افتقدت الحفلات مما كان له الأثر في فساد الذوق الفني لدي الجماهير وصار كل من هب ودب مطربا. من المطرب الذي تتمنين عمل دويتو غنائي معه؟ الأهم من ذلك أين الشركة المنتجة التي تعيد العصر الذهبي للدويتو الغنائي الذي كلما شاهدناه وسمعناه شعرنا بعظمة هؤلاء المطربين أمثال: شادية وحليم، ليلي مراد مع المجموعة ومع محمد فوزي وصباح وفايزة أحمد مع محمد فوزي وشادية وصباح مع فريد حتي العظيمة هند رستم عندما غنت دويتو كأداء مع فريد الأطرش كان له طعم ومذاق خاص له جماهيره حتي الآن، زمان كان المنتج يعمل من أجل ارتقاء الفن في المقام الأول ثم المادة في المقام الثاني، ولكن الآن حدث العكس. حاليا توجد أيضا دويتوهات جميلة مثل: فضل شاكر مع المطربة يارا ومع إليسا، وهاني شاكر وشيرين، إيهاب توفيق وذكري، محمد محيي وشيرين، تامر حسني وشيرين، ديانا حداد مع المطرب الشعبي محمد العزبي، مجد القاسم ومي كساب، راغب علامة وإليسا، بهاء سلطان وثومة، وهكذا ما تعليقك؟ ربما بمقاييس هذا الزمان هذه الدويتوهات مناسبة لكم أيها الشباب نظرا لعصر التكنولوجيا الذي فرض نوعا معينا من الغناء يواكب العصر، ولكن دويتوهات وغناء زمن الفن الجميل محفورة بوجدان الجماهير عكس أغنيات دويتوهات الآن التي لا يعرفها كل الجماهير وكل شباب الثورة كانوا يرددون الأغاني القديمة فقط، وهذا يدل علي صدق الفن في الماضي والسبب أن الغناء الآن يعتمد علي التكنولوجيا التي تعمل علي تجميل وتنقية الصوت ومعظم الأصوات الجديدة الآن والتي ذكرتها لا تستطيع الغناء لايف حتي لا ينكشف أمرها. هل مازالت نادية مصطفي تحلم؟ طبعا.. مازالت الأحلام موجودة بوجود الحياة فأنا أحلم بالسلام والأمن والطمأنينة والاستقرار بين الجميع، ومن الهدوء والسكينة ينبع الفن.