فيسك: أعضاء الكونغرس "وقفوا وصفقوا لنتياهو 55 مرة بحماسة فاقت تلك التي نراها في برلمانات الأسد أو صالح". تنوعت اهتمامات الصحافة البريطانية الصادرة يوم الاثنين، ورغم التركيز في الشأن المحلي، إلا أن الكاتب البريطاني روبرت فيسك كتب في "الانتدبندنت" مقالاً "لاذعاً"، كعادته، للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ويرصد فيه عدداً من التحولات في الشرق الأوسط، وكذلك تثير "الغارديان" موضوع انسحاب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من "الصندوق القومي اليهودي". كتب روبرت فيسك مقالاً يقول فيه إن العرب والمسلمين في الشرق الأوسط لم يعودوا يأبهون بما يقوله الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي فشل، برأي فيسك في دعم "الثورات العربية" مما أفقد الأميركيين أخر ما تبقى من ثقة في المنطقة. فقد بقي أوباما، برأي فيسك، صامتاً عند رحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ولم يتحدث إلا قبل يومين من رحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وهو يلتزم الصمت إزاء "مجازر النظام السوري". ويقول فيسك، لهذا فإن العرب والمسلمين في المنطقة باتوا يعتنون بشؤونهم، ويضرب مثلاً بتركيا التي تشعر بالغضب من الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يف بوعوده لتركيا بتحقيق الاصلاح، بل و"كذب" على وزير الخارجية التركي في آخر لقاء حيث قال بأنه سيسحب جنود شقيقه ماهر من شوراع المدن السورية، ولكن هذا لم يتحقق. يقول فيسك أن تركيا الآن تمارس ضغطاً على سورية، لأنها تخشى تدفق الأكراد على حدودها كما حصل مع الأكراد العراقيين في العام 1991، ولا يستبعد فيسك أن تتدخل تركيا عسكريا داخل الأراضي السورية نحو القامشلي وحتى دير الزور لخلق ملاذات آمنة للهاربين من المدن السورية، فلا يتقدمون نحو الأراضي التركية. "بقي أوباما، صامتاً عند رحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ولم يتحدث إلا قبل يومين من رحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وهو يلتزم الصمت إزاء مجازر النظام السوري." روبرت فيسك – الاندبندنت ومثال آخر يضربه فيسك حول الضغط الذي تمارسه قطر على الجزائر لوقفها توريد السلاح لنظام العقيد معمر القذافي الذي يعاني من ضربات حلف شمال الأطلسي، ويشير فيسك إلى أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني زار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لهذا الغرض. ويتساءل الكاتب عما أذا كان لبوتفليقة تأثير في جيش بلاده، خاصة وأن ليبا والجزائر وتونس يتشاركون مساحة 750 ميلاً من الصحراء تجعل تدفق السلاح سهلاً. ويشير فيسك أيضاً إلى دور محطة الجزيرة في الدوحة في عرض الصور لما يحدث في سورية بشكل أغضب السوريين اللذين أوقفوا استثمارات قطرية في سورية بقيمة 40 مليار جنيه استرليني. ويعود الكاتب ليتحدث عن دور الولاياتالمتحدةالأمريكية ممثلاً بإدراة الرئيس أوباما الذي يؤيد الديمقراطية في العالم العربي، ولكن ليس عندما تتعارض مع المصالح الأمريكية، وخاصة في العلاقة مع السعودية التي يبدو أن قياداتها الثلاثة، بمن فيهم الملك عبدالله بن عبد العزيز لم يعودوا قادرين على اتخاذ قرارات عقلانية، خاصة في تأييد الحركات الشعبية (قمع المظاهرات في البحرين عبر قيادة قوات درع الجزيرة، وتأييد النظام السوري)، وفي ظل وجود صفقات سلاح بقيمة 40 مليار جنيه استرليني فإن أوباما لا يريد أن يغضب السعوديين. وأما المثال الأكثر وضوحاً برأي فيسك، حول عدم اهتمام العرب بما يقوله أوباما موقفه الأسبوع الماضي في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث غير الرئيس الأميركي مواقفه في خطب سياسية متتالية بما يتوافق مع رؤية نتنياهو. ويقول فيسك بأن أعضاء الكونغرس الأمريكي "وقفوا وصفقوا لنتياهو 55 مرة بحماسة فاقت تلك التي نراها في برلمانات الأسد أو صالح". وفيما يرى فيسك أن الموقف الأميركي لم يعد عاملاً أساسياً لدى العرب، فهو يرى أن المنطقة تتغير بشكل كبير، ولا يستبعد أن نشهد انتفاضة ثالثة في "فلسطين"، في مسار هذا التغير، الذي غير الموقف من الدور الأمريكي فيها. "الصندوق القومي اليهودي" 10 دواننغ ستريت يقول ان انسحاب كاميرون يرتبط بمراجعة سنوية للجمعيات الخيرية التي يشترك بها قالت صحيفة "الغارديان" إن رئيس الوزراء البريطاني استقال من منصبه كواحد من "رعاة" الصندوق القومي اليهودي، وفيما اعتبر ناشطون لصالح الفلسطنيين أن هذه نتيجة ضغوطهم المستمرة، فإن رئاسة الوزراء في 10 داوننغ ستريت أصرت على أن هذا يأتي في سياق مراجعة كاميرون لنشاطاته الخيرية. وتذكر الصحيفة بأن كل من رئيسي الوزراء السابقين غوردن براون وتوني بلير ما زالا عضوين في الصندوق. وتمضي الصحيفة في اعطاء تفاصيل عن "الصندوق القومي اليهودي" باعتباره أسس لشراء أراض فلسطينية وبناء مستوطنات يهودية عليها، قبل تأسيس دولة إسرائيل، ولكنه تحول إلى جمعية عالمية، تقول بأنها تعنى ب "أرض الشعب الإسرائيلي"، عبر زراعة الغابات. وتقول الصحيفة إن منتقدي الصندوق، يقولون بأنه يصادر أراض تعود لفلسطينيين، وأنه طمس قرى عربية بحجة زراعة الغابات والحدائق. وتضيف الصحيفة أن الصندوق كان منخرطاً في محو قرى عربية بدوية في صحراء النقب بالحجة ذاتها. وتنقل "الغارديان" عن صوفيا مقلود احدى ناشطات حملة "أوقفوا الصندوق القومي اليهودي"، ومقرها بريطانيا، قولها بأن نشاط حملتهم كان السبب وراء تنحي كاميرون، مضيفاً بأن هناك تغير لدى الرأي العام حول السلوك الإسرائيلي وسياساته. وكانت الحملة قد وجهت رسالة إلى رئيس الوزراء مطلع هذا الشهر تنتقد رعايته وعضويته في الصندوق. وتقول الصحيفة إن رؤساء الأحزاب الرئيسية في بريطانيا (المحافظون، والعمال، والأحرار الليبراليون) كانوا تقليديا رعاة في الصندوق، ولكن باستقالة كاميرون لا احد من زعماء الأحزاب الحاليين هو راع في الصندوق. الفيفا وأما في خضم الانشغال بأخبار الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بعد توقيف عمل رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام على إثر تحقيق في قضية رشى، نقلت صحيفة "الديلي تلغراف" تصريحات غاضبة لعضو الاتحاد جاك وارنر، وهو أيضاً اسمه في القضية مثار التحقيق، حيث أشار إلى أن جيروم فالكه الأمين العام للفيفا يعتقد أن محمد بن همام وقطر "اشتريا" استضافة قطر لكأس العالم 2022. وكان وارنر، وفق الصحيفة، وفي موجة غضب ترافقت مع نفيه للاتهامات التي وجهت إليه، وخاصة بعد تعليق عمله المؤقت، مع بن همام، قال بأنه تلقى بريداً الكترونيا من فالكه في 18 مايو/ آيار، يقول فيه: "بالنسبة لمحمد بن همام، لم أفهم أبدا لماذا رشح نفسه لمنصب رئيس الاتحاد أكان يعتقد حقا بأن لديه فرصة حقيقية أم لمجرد التعبير عن مقته لجوزف بلاتر؟"ويضيف البريد الالكتروني: "أو يعتقد انه يمكنه شراء الفيفا كما اشتروا كأس العالم...لقد راهنت منذ اليوم الأول، أنه سينسحب في 1 يونيو بعد إلقائه خطابه". وكشفت الصحيفة أيضاً أن وارنر ادعى ان بلاتر قدم هدية قدرها مليون دولار لاتحاد الكونكاكاف لكرة القدم، الذي يترؤسه "ليصرفوه بما يرونه مناسبا".