قام بعض الشباب الملثمين بقذف الحجارة تظاهر عشرات الآلاف من الطلاب والمدرسين في العاصمة الشيلية سانتياغو مطالبين بإصلاحات على النظام التعليمي. وكانت المظاهرة سلمية إلى حد كبير، لكنها انتهت بمواجهات بين الشرطة وشبان ملثمين قذفوا الحجارة باتجاه الجنود. وتأتي هذه المظاهرة ضمن حركة احتجاجية مستمرة منذ أربعة أشهر في شيلي، وهي الأكبر في البلاد منذ عودة الحياة الديمقراطية عام 1990. وكانت الحكومة الشيلية تعهدت بإجراء بعض الإصلاحات، لكن الطلاب يقولون إنها ليست كافية. وقال منظمو المظاهرة إن حوالي 180 ألف شخص شاركوا فيها لتكون بذلك المسيرة الأكبر من نوعها خلال أسابيع. "فصل عنصري" وقد ارتدى بعض المتظاهرين ملابس ملفتة للنظر وعزفوا الموسيقى خلال سيرهم في شوارع سانتياغو. وبينما كانت المظاهرة تقترب من نهايتها قام بعض الشباب الملثمين بالقاء الحجارة على شرطة مكافحة الشغب التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. ويقول القادة الطلابيون إن النظام التعليمي في البلاد يعاني من عدم الكفاءة ونقص التمويل. وينقسم النظام التعليمي في شيلي بصورة واضحة بين المدارس الحكومية والخاصة، الأمر الذي يصفه المنتقدون بأنه "فصل عنصري تعليمي". ويطالب المتظاهرون بأن تشرف السلطات إشرافا كاملا على التعليم وأن تزيد الانفاق على المدارس الحكومية. كما يطالبون بزيادة الانفاق على الجامعات بما في ذلك المنح الدراسية بدلا من منح القروض للطلاب الفقراء. الرئيس يدافع ووعد الرئيس الشيلي سباستيان بينيرا في وقت سابق بتطبيق بعض الإصلاحات المحدودة وتقديم دعم إضافي بحوالي أربعة مليارات دولار، لكنه رفض بشكل قاطع الدعوات إلى السيطرة الحكومية الكاملة على التعليم. وتناول بينيرا هذه القضية مرة أخرى الخميس خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ودافع الرئيس الشيلي عما قدمه من إصلاحات، قائلا إنها توفر "تعليما جيدا لكل شخص وتعليما مجانيا لاولئك الذين يستحقونه". لكن قادة الطلاب، وغالبيتهم من التيارات اليسارية، يقولون إن هذه الإصلاحات لا تعالج المشكلات الأساسية للنظام التعليمي الذي وضع خلال الحكم العسكري للرئيس السابق اوغيستو بينوشيه (1973-1990). وتقول كاميلا فاليجو القيادية الطلابية إن مشكلة النظام التعليمي "هي النموذج الذي فرض خلال الديكتاتورية". وتضيف أن المظاهرات التي ينظمونها "ليست ضد الحكومة الحالية، بل ضد نموذج الليبرالية الجديدة".