أشارت معظم التقارير الإسرائيلية إلى تلقي حركة المقاومة الإسلامية، "حماس" ضربة قاسية بسقوط الرئيس المعزول، محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، ولكن حتى الآن لم تظهر آثار ذلك فى توجهاتها إزاء إسرائيل. حماس لم تغير سياستها تجاه إسرائيل ومازالت متمسكة بعدم ارتكاب أيّة أعمال مباشرة، وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلى، مازالت تمنع الفصائل الفلسطينية من إطلاق أيّة صواريخ من القطاع على الأراضي الإسرائيلية. محللون سياسيون يؤكدون أن حماس أكبر الخاسرين بسقوط مرسي، وخاصة حينما يكون الحديث عن سقوط الإخوان، والتى تعد "الجماعة الأم" للحركة الفلسطينية التى كانت تعلق آمالاً كبرى على وصول الإخوان للحكم، لكنها انهارت بشكل مدوي. هول الخسائر التي تكبدتها حركة المقاومة الإسلامية يظهر واضحًا بعد تنكرها للدعم السوري، ونظام بشار الأسد، الذى تولى الإنفاق عليها وتدريبها واستضاف قادتها لسنوات طويلة، كما ترتب على ذلك أن قادة الحركة أعطوا ظهورهم لحزب الله حليف الأسد اللبناني. حماس لم تكتف بذلك بل أرسلت مقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية للحركة، للوقوف بجانب المعارضة السورية ضد الأسد، وكان من البديهي أن تبادر إيران إلى قطع مساعداتها عن حماس، لتظهر أزمة الرواتب بشكل فج بين القادة، بعد أن خسروا داعميهم الأساسيين، مقابل الرهان على جماعة الإخوان فى مصر. الحركة الإسلامية باتت تحارب الآن من أجل البقاء مما يثير قلق الإسرائيليين ويرفع درجة استعدادهم تحسبًا لعمليات عشوائية فيما يشبه عرضًا انتحاريًا للحركة، خاصة مع قيام مصر بهدم أنفاق التهريب الحدودية بين غزةوسيناء، والتي تحصل حماس على جمارك ورسوم عن البضائع والمنتجات التى يتم تهريبها عبر تلك الأنفاق. وعلى مدار الأسبوعين الماضيين سادت حالة من الحزن داخل إسرائيل عقب الإطاحة بمرسى فى ثورة 30 يونيو، حتى أن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أكدت أن مرسي كان كنزًا لإسرائيل؛ لأنه كان مسيطراً على حماس، ومنعها بحزم من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكان يُلبي جميع المطالب الإسرائيلية، سواء بإعادته السفير المصري لتل أبيب بدون شروط، أو بإخراج كتيبة الدبابات المصرية من سيناء بعد اعتراض إسرائيل، وهو ما أكد تصريحات المسئولين الإسرائيليين بأن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب فى عهد مرسي أفضل كثير مما كانت عليه فى عهد الرئيس الأسبق، حسنى مبارك.