اعترف الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور وأحد أبرز قادة الجبهة الوطنية للإنقاذ التي تقود المعارضة ضد الرئيس محمد مرسي الآن اعترف بأنهم اضطروا للجوء إلى التحالف مع "فلول" حزب مبارك القديم من أجل التصدي للأحزاب الإسلامية التي تحمل مشروعا غامضا حسب قوله. ولفت البرادعي في مقاله الذي نشره في صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية إلى أن الثوار الذين شاركوا في التخلص من نظام الرئيس مبارك يتحالفون الآن مع فلول حزبه القديم، حيث يتحد الإثنان في مواجهة "المشروع الإسلامي الغامض" الذي يدفع مرسي ومؤيديه البلاد تجاهه، على حد قوله. وأضاف البرادعي في مقاله أن مصر الآن منقسمة بين فريقين: الأول يضم الإسلاميين، والثاني يضم باقي الشعب، محذراً من أن الباب مفتوحاً أمام سيناريوهات عدة مثل تدخل الجيش، أو إندلاع ثورة الفقراء، أو حتى إندلاع حرب أهلية، وانتقد رئيس حزب الدستور، الدور الذي لعبته القوات المسلحة المصرية في أعقاب ثورة 25 يناير متهماً إياها بإفساد المرحلة الانتقالية بالسماح بإجراء الانتخابات البرلمانية التي أسفرت عن فوز الإسلاميين بأغلبية ساحقة. بينما أثنى على المحكمة الدستورية العليا لأنها ألغت مجلس الشعب الذي اعتبره أنه لا يمثل الشعب المصري حسب قوله . من جانبها انتقدت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إصرار البرادعي وغيره من زعماء المعارضة على إلغاء مرسي للإستفتاء على الدستور المقرر عقده في الخامس عشر من الشهر الجاري قبل العودة إلى الحوار، مشيرة إلى أن ذلك لا يصب في مصلحة الوطن. وأشادت الصحيفة في إفتتاحيتها بقرار الرئيس مرسي بإلغاء الإعلان الدستوري الذي يمنحه سلطات مطلقة معتبرة أن ذلك يعد خطوة أولية في الطريق الصحيح، حتى وإن لم تنجح دعوته لبدء حوار دستوري في تهدئة معارضيه. وحذرت من خطورة إستمرار الصراع السياسي الذي أسفر عن مواجهات دامية في القاهرة هذا الاسبوع، قائلة أن ما حدث لم يكن مجرد إختلاف في الرأي ولكنه إنفجار الكراهية يعكس الفشل الذريع في إيجاد ثقة متبادلة. ولفتت إلى المواجهة التي كانت تختمر لفترة طويلة خرجت للعلن الآن، وأن الخطورة تكمن في أن تترسخ خطوط المعركة السياسية والجسدية مما قد يؤدي لإستمرارها حتى وإن إنتهي الجدل الحالي حول الدستور الجديد. وأشارت إلى أن المصريين أصبحوا يدركون الآن أن ثورتهم وصلت لنقطة تحول وتواجه خطراً رهيباً.
