قال تقرير في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أن تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو، يزيد من مخاوف انتقال التأثير السلبي لها علي الأسواق المالية الناشئة، لاسيما بعد أن جاءت التوقعات الاقتصادية لخبراء المال العالميين مخالفة لما تنبأ به الكثير من المحللين في أوائل السنة الجارية. وقال خبراء في الصحيفة إنه قد تم إلقاء التفاؤل حول آفاق مستقبل منطقة اليورو في وقت سابق من هذا العام، إلا أن التوقعات جاءت في الإتجاه المعاكس، محذرين من تصاعد التوتر في الأسواق المالية الناشئة، وذلك بسبب حالة عدم اليقين بشأن اليونان، ومن المرجح أن تؤثر تلك الأحداث علي ثقة المستهلك، وقرارات الإستثمار، ومن ثم علي نوايا البنوك من ناحية الإقراض والتي ستحتاج إلي تعديلات وضوابط. وبعد تفاقم أزمة اليونان، وتجدد تعثرها، قالت الصحيفة البريطانية، أن بقاء الاتحاد الأوروبي أصبح مهدداً، حيث تعقدت الأوضاع الاقتصادية، وسجلت مستويات الثقة في اقتصاد المنطقة أدني مستوي منذ نحو ثلاث سنوات، كما تراجعت الثقة في قطاع الأعمال الألماني مع نهاية شهر مايو. أضافت الصحيفة أن الاقتصاديين يخشون من تفكك منطقة اليورو، إذ أن ذلك يهدد نمو وتعافي الاقتصاد العالمي، خاصة بعد أن أظهرت المسوح الإقتصادية، واستطلاعات المؤسسات العالمية توقعات قاتمة بشأن مستقبل الإستقرار في الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي دفع البنك المركزي الأوروبي إلي التدخل من أجل إنقاذ الموقف، والبحث عن حل قد يداوي الجراح قليلا. وأظهرت مؤشرات مديري المشتريات في منطقة اليورو، خاصة في قطاع المقاولات تراجع النشاط الاقتصادي مع نهاية مايو في أسرع معدل منذ يونية من عام 2009، وشهدت فرنسا هبوطاً حاداً هي الأخري، كما أظهر المؤشر الألماني أيضاً وهو أكبر اقتصاد في منطقة اليورو انخفاض قطاع المقاولات بشكل كبير. وقال معهد ايفو ومقره ميونيخ أن مؤشر ثقة الشركات الألمانية قد تراجع خلال شهر مايو فبعد أن سجل مستوي 109.9 في شهر إبريل الماضي، وصل إلي مستوي 106.9 مع نهاية شهر مايو، وهو أدني مستوي منذ شهر نوفمبر من العام الماضي 2011، وشهد المؤشر أكبر انخفاض شهري في أغسطس الماضي، ولكن أعلي تراجع كان في أواخر عام 2008 في وقت معاناة الاقتصاد العالمي من تداعيات انهيار بنك ليمان براذرز الأمريكي. وعن آخر تطورات أزمة ديون منطقة اليورو رفض المتحدث باسم الحكومة الألمانية التعقيب علي ما إذا كانت إسبانيا ستطلب مساعدة أوروبية مطلع الأسبوع الحالي لقطاعها المصرفي المتداعي لكنه جدد موقف برلين بأن منطقة اليورو مستعدة لتقديم العون إذا ما اقتضت الضرورة. وقال ستيفن سيبرت في مؤتمر صحفي كما نشرت رويترز أن القرار بيد الحكومة الإسبانية وحدها فيما إذا كانت ستطلب مساعدة مالية، موضحاً أن أدوات منطقة اليورو موجودة، من أجل تقديم المساعدة إذا ما طلبت، إلا أنه رفض التعقيب علي التقرير.