نفي ستوترد عمدة لندن إمكانية تعرض المستثمرين العرب في بريطانيا لسيناريو مشابه لما حدث لشركة "موانئ دبي" في الولاياتالمتحدة. ولفت ستوترد بالمقابل إلي "الحجم الهائل" للاستثمارات العربية في لندن، مؤكدا "ترحيب المدينة الشديد بالمال العربي والإسلامي" ، مشددا علي أنه "ليس هناك ما يخيف في لندن". وحول المعايير المتخذة للموافقة بين المحاذير الأمنية البريطانية، والنية العلنية لاجتذاب رؤوس الأموال العربية، قال عمدة لندن:"نحن نتمتع باقتصاد منفتح، ومن الممكن أن يتم الشراء أو الاستثمار في أي قطاع دون مشاكل". وأشار إلي "الحجم الكبير" للاستثمارات العربية التي أسستها جهات رائدة، مثل مكتب الاستثمار الكويتي، إلي جانب عدد من المجموعات المالية السعودية والإماراتية. وقال إن هناك "شركات إماراتية قامت بشراء عدد من المرافق الإنجليزية، دون أن تواجه أية عوائق". وشدد ستوترد علي أهمية مكانة الجالية الإسلامية البريطانية، التي قال إن عددها "يتجاوز المليون شخص". حديث المسئول البريطاني جاء علي هامش مشاركته في منتدي خاص عقد بمدينة دبي مؤخرا، بدولة الإمارات العربية، بهدف تعريف أصحاب رؤوس الأموال في الخليج بالميزات الاقتصادية والمالية للندن، والتي تظهر البيانات أنها تحولت إلي مركز تجاري عالمي، يمر من خلاله 36% من حركة التبادل التجاري الدولي. وأشاد ستوترد بما أسماه "خصائص لندن"، مؤكداً أن المدينة أصبحت تسيطر علي 90% من سوق المعادن العالمي، و50% من حصص التأمين البحري والجوي، من خلال بورصاتها، التي يتم فيها يومياً تداول أسهم وعقود بحجم يماثل ما يتم تداوله في بورصتي ناسداك اليابانية، ونيويورك الأمريكية مجتمعتين. وعزا ستوترد سبب تفوق لندن المالي إلي وجودها في منطقة زمنية تسمح لها بالربط مع بورصات شرق آسيا والولاياتالمتحدة في آن معاً، إلي جانب تمتع بنيتها القانونية بقواعد متقدمة ومتطورة. وقد رسم عمدة لندن، المسئول بالتحديد عن المنطقة المالية بالعاصمة البريطانية، الخطوط العريضة لاستراتيجية بلاده، قائلاً: "نحن أفضل شركاء للدول النامية، وخاصة لدول الشرق الأوسط، لذلك نريد الشراكة طويلة الأمد معه عبر دبي، التي نعتبرها المركز الاقتصادي للمنطقة". وبرز خلال المنتدي تركيز ستوترد علي ظاهرة المصارف والعمليات المالية الإسلامية، التي قال إنها بدأت تتسع في تعاملات أسواق بريطانيا، دون أن يفوّت أي فرصة للتنويه ب"المزايا التفاضلية" للندن، مقارنة بما تقدمه الوسائط الاستثمارية في مدن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتخلل الجلسات شرح مستفيض لخبراء بريطانيين عن الواقع المالي والاقتصادي لبلادهم، كشفوا من خلاله أن بورصة لندن تشكل ممراً لتداول 43% من أسهم العالم، وتمرير20% من القروض المصرفية العالمية، إلي جانب 70% من عقود الرهن عبر البحار.